لم يكن ألكسندر يعلم ان مكتب الاستيراد والتصدير الذي كان يعمل فيه في مرفأ بيروت سيتحول الى ركام عند الساعة 6:07 من يوم 4 آب 2020.
انصرف من عمله باكراً في ذلك اليوم، ولحسن حظه، طُلب منه أن يترك دوامه قبل وقته المعتاد بسبب تشخيص حالة كورونا في المكتب، فما كان منه إلا ان توجه إلى منزله الكائن في منطقة مار مخايل. عند وصوله إلى المنزل، قرر أن ينام، فالطقس كان حاراً وغير مشجع على الخروج بتاتاً. عند الساعة السادسة تقريباً، أيقظه صوت قوي هز المنطقة بأسرها، وللوهلة الأولى ظن أن العدو الاسرائيلي يشن هجوماً صاروخياً على بيروت، حاله كحال معظم اللبنانيين .
عند الساعة 6:07، ساعة وقوع الانفجار، كان ألكسندر لا يزال في غرفته، فانحنى ارضاً خوفاً مما حصل، وتطايرت عليه بعض الاغراض من غرفته، مسببةَ له بعض الجروح التي التأمت سريعاً، لكن، المفاجأة الكبرى كانت جرحاً لا يلتئم إطلاقاً، حيث فقد ألكسندر سمعه بالأذن اليسرى كلياً ، جراء قوة الصوت والضغط اللذين ولدهما الانفجار الثاني.
لم ييأس، زار العديد من الاطباء الذين أعطوه مهلة ٦ أشهر ليشفى، فانقضت هذه المهلة ليتبين أن فقدان السمع كلي ولا يمكن استعادته.
يقيم ألكسندر حالياً في المانيا، ويعمل في معمل Bosh كعامل، حيث قرر وبعد عامين تقريباً من ذلك اليوم الكارثي، أن يغادر البلد الذي سلبه سمعه، وكاد أن يسلب حياته وحياة عائلته حاله حال أكثر من مئتي ضحية ذهبت غدراً.