نشأ علي إسماعيل السّيد شحاته في مصر وتحديداً في مركز سمنود بالغربيّة في كنف أسرة مكوّنة من ٣ أبناء ولدان وفتاة.
عاش وترعرع وسط أسرة دينيّة محافظة على تعاليم الدّين الإسلامي وملتزمة به، إلتزاماً كاملاً. فوالده كان شيخا معروفاً في مصر، ومدرّس دين و""مربّي أجيال""." "كان علي معيل عائلته الوحيد كونه الأكبر سنّاً، فهو عمل في الأردن لمدّة 11 عاماً وانتقل منذ أكثر من 12 عاماً للعيش في لبنان وعمل في محطّة وقود في مار مخايل - بيروت.
علي الذي يبلغ من العمر 45 عاماً متزوّج ولديه 3 أبناء، قضى عمره كلّه في الغربة ساعياً وراء لقمة العيش ولتأْمين حياة كريمة لعائلته."
في يوم ٤ آب علمت عائلة علي بالحادث من الإنترنت ولم يخطر في بالهم أنّ علي من ضمن الضّحايا، ولكنّهم تواصلوا مع زملائه من أبناء القرية الموجودين في لبنان: البعض قال أنّ علي أصيب والبعض الآخر رفض الإفصاح عن أيّ معلومات تخصّ علي خوفاً على مشاعر أهله، وكان آخر اتّصال بين علي وعائلته في عيد الأضحى فهو اتّصل بعائلته وعايدَهم واطمأنّ على زوجته وأولاده ووالدته.
علي كان إنساناً متديّناً، ملتزماً بالصّلاة، محترماً وخلوقاً جداً وكان ""ملاكاً"" كما كان يطلق عليه معارفه، فنادراً ما كان يُخطىء مع أيّ أحد، ومسالم جداً لا يردّ الإساءة مهما كانت، فكلمات ""شكراً"" و""الله يجازيك خيراً"" كانت دائماً على شفتيه مهما كان الموقف
فايز أحد جيران وأصدقاء علي، لم يعلم هو أيضاً بمقتله الّا بعد تلقّيه ظرفاً مختوماً بالشّمع الأحمر يتضمّن وثيقة الوفاة." ففور تسلّم فايز الظّرف سارعَ ليُعاين جثّة علي، كانت الجثّة بحالة جيّدة لكنّها تدل على أنّ علي قد يكون تلقّى ضربة على رأسه أدّت إلى وفاته خلال عمله في محطّة الوقود.
علي إسماعيل السّيد شحاته كان من ضمن ثلاث ضحايا مصريّين استشهدوا في إنفجار بيروت والمحزن أنّه هؤلاء الضّحايا هم من مدينة واحدة، مدينةُ سمنود بمحافظة الغربيّة، بحيث أنّه وفور إعلان حالة الوفاة سادت حالة من الحزن بين أهالي مركز ومدينة سمنود التي ودّعت أبناءها الثّلاثة الذين قضوا في رحلة البحث عن لقمة عيشهم في الغربة بمأتم حاشد.