أنطوان فارس البرمكي ونجا بدّور، ولد في كنف عائلة مؤلفة من ستة أبناء جوزيف، جورج، جانيت، روزيت، وأيفيت، مُتأهل من السيدة فريال جورج حداد، ولهما ولد وابنتان: روي، نجاة(نينا)، كارول.
نشأ وترعرع في بلدته حمانا، حيث تعلّم. مُجاز في التخطيط والتنظيم المدني.
أحبّ بلدته حبّا كبيرا فكان في غنى عن التعريف بين أبنائها إنّه ألـ "دادي". أنطوان صاحب الكف النظيف، الخدوم والناشط إجتماعيًّا لأكثر من أربعين سنة، المُحب للحياة، الكبير في تواضعه، قضى ضحيّة الإهمال والفساد في مرفأ بيروت.
أبو رويه هو ذاك الأب المتفاني، الزوج الأمين، والجد المتواضع رفيق أحفاده، "عاش شاب ومات شاب". تولىّ أنطوان عدّة مناصب خلال حياته، فكان رئيسا لنادي الروتاري لولايتين، الأولى 2006-2007 والولاية الثانيّة 2020. كما تولى نيابة رئاسة بلدية حمانا 2010-2013. كان من مؤسسي نادي السياحة والتعاونيّة السكنية في حمانا.
انتهت حياته في غفلة عين. يوم الرابع من آب، كان يقوم بزيارة إبن أخته الذي كان قد خضع لعمليّة قلب مفتوح في مستشفى الروم.
وكالعادة كان وقت الزيارات والعائلة بمعظمها مجتمعة في صالة الإنتظار للإطمئنان على حالة مريضهم، وابنته كارول وزوجها كانا هناك. غادرت الأخيرة عند الساعة الرابعة والنصف عصراً. فنزل معها إلى الموقف وودعها الوداع الأخير. ساعة ونيّف مضت، تصدّر خبر الإنفجار الشاشات المُتلفزة، وبدأت الإتصالات تتوالى على كارول التي راحت تُطمئن الجميع بأنّ والدها بخير وهو لا يزال مع العائلة في المستشفى مع ابن عمتها.
بدأت كارول تُهاتف والدها ولكن أحداً لم يجب، ليس هناك من تغطيّة. لتقرر أن تذهب برفقة زوجها لتتفقد أاباها. وفي الطريق تلقى زوجها اتصالاً مفاده أنّ أنطوان قد نُقل مع الجرحى من مستشفى الروم إلى مستشفى المشرق.
لدى وصولهما الى المستشفى، باشرت ابنته بالبحث عن أبيها بين الجرحى، ليمسك زوجها بيدها بعد أن تبلّغ الزوج خبر وفاة عمه. وبحسب التقرير الطبي، يعود سبب الوفاة إلى شظايا الزجاج التي رست في عنقه.
غادر أنطوان الدنيا، لكن اسمه وسيرته العطرة فى قلوب مُحبيه، ومقولته الشهيرة "المصاري مش للتجميع، المصاري للبسط والفرح والحياة".
وتكريما لروحه، قررت أنديّة الروتاري في لبنان وألـ International Rotary بالتعاون مع روتاري حمانا- المتن الأعلى بجمع التبرعات وتمويل جناح الولادة بمستشفى الروم وتسميته بإسمه.