ريتا غطاس

لم يكن مصير ريتا غطاس في الرابع من آب ٢٠٢٠ محتما، كان ليكون مغايراً لولا إجرام "النيترات" وواضعيها.

ريتا السيدة العاملة والأم لطفلتين، كانت في منزلها الكائن في منطقة فسوح في الاشرفية يومذاك المشؤوم، كانت تهمّ للذهاب الى المطبخ لتحضير قهوتها فعصف الانفجار على غفلة منها.

ريتا التي فقدت الوعي لم تع ما الذي حدث لها غير انها فتحت عينيها على وجعٍ ودمار يحيطان بها، كما ان هول الانفجار وقوته دفعا بها لترتطم بشيءٍ وتقع على الأرض فاقدةً وعيها يدها معطوبة ووجها مدجج بالدماء ولا تعي ما إذا كانت من الاحياء ام من عداد الأموات.

بعد مضي نحو الساعتين على الانفجار لم يكن أحد قادراً على الاتصال بفرق الصليب الأحمر او حتى الدفاع المدني فتمكنت ابنتها من نجدتها ونقلت الى مستشفى المشرق وهي غير قادرة على الحراك او على معرفة ما الذي حصل.

دخلت ريتا الى المستشفى يقيت فيه مدة ست ساعات وبعد اجراء الفحوصات والصور اللازمة تبين ان يد ريتا تعرضت الى ثلاث كسور كما ان العظمة خرجت من مكانها ومن يومها بدأت رحلة ريتا مع الوجع حيث لا تزال حتى اللحظة لا يمكنها رفعها او تحريكها بشكل طبيعي.

ريتا بعد اليوم الأول على انفجار 4 آب، بدأت متابعة علاجها على نفقتها الخاصة فلا وزارة او حتى جمعية تكفّلت بالمصاريف التي يجب دفعها بدل اجراء الصور التي طلبها منها الطبيب بشكل دوري لمتابعة حالتها.

ريتا كما الكثير من ضحايا تفجير مرفأ بيروت صمدت لتعيش، ولم تكن الدولة من ساندها في محنتها التي لا تزال قائمة.. وتبقى اصابتها شاهدة على إهمال وتقصير، إن لم يكن الحال المماطلة والتسويف.

Arabic