أنطوان فلوطي

وُلد أنطوان إيليّا فلوطي إبن منطقة الأشرفيّة عام ١٩٤٨، تزوّج ورُزق بثلاث أولاد، وكان الزّوج والأب والجدّ الحنون، الذي يحبّ العائلة، هو الذي ضحّى في سبيلها طوال عمره، وعمل على تعليم أبنائه والسّهر عليهم لضمان مستقبلهم، وكانوا يعتبرونه أباً غير كلّ الآباء.

عمل طيلة حياته في مركز سلامة الطّيران المدني إضافة لعدّة أشغال جانبيّة لشراء منزل وتأمين حياة سعيدة لأولاده، لكنّه للأسف، عندما قرّر أن يرتاح، أنهك جسده التّعب والمرض وحدث ما لم يكن في الحسبان.

يوم ٤ آب كان أنطوان في سريره يصارع مرضه في مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعي (الرّوم)، في الطّابق السّابع، بجوار موقع الانفجار.

عند السّاعة السّادسة وسبع دقائق وفور وقوع إنفجار المرفأ، طارت نافذة غرفة أنطوان في الطّابق السّابع من الجهة اليمنى إلى اليسرى حيث سرير أنطوان، وتساقط الزّجاج على أنطوان، ونال رأسه الحصّة الأكبر فكانت النّتيجة العديد من الشّطوب في أماكن عديدة من جسده أدّت إلى النّزيف.

وبعد نكبة المستشفى حيث كان يرقد أنطوان وتعرّضها للعديد من الأضرار اضطرّت العائلة إلى نقله إلى مستشفى آخر علّه ينجو من جرّاء ما تعرّض له من شطوب ونزيف.

زوجة أنطوان التي كانت معه في المستشفى وقت الإنفجار نالت هي أيضاً نصيبها منه، وتعرّضت لإصابات بالغة في جسدها استدعت تدخّلاً جراحيّاً لأكثر من مرّة.

أمل العائلة بشفاء أنطوان من مرضه ومن الأضرار التي سبّبها الانفجار، سرعان ما تلاشى بعد أسبوع، بحيث توفّي أنطوان متأثّراً بجراحه جرّاء التّفجير الذي سبّب له مضاعفات ما كانت لتحصل لولا يد الإجرام التي أتت على بيروت فدمّرتها وخطفت أرواح ساكنيها وكان أنطوان إيليّا فلوطي من هؤلاء الضّحايا الذين لم يعلموا أنّ الأسرّة التي رقدوا فيها للتّعافي شكّلت محطّة أخيرة ونهاية كارثيّة لحياتهم.

Arabic