ولدت وترعرت غايا في الرابية حيث كانت الابنة المدللة الصغرى في عائلة آرا وآني فودوليان.
غايا الحماسية والسوبر دينامية كانت تمثل الفرح لأهل البيت الذي كان يضج بحركتها . أينما حلت غايا، كانت الحياة ملؤها الموسيقى.
غايا كانت تحب الغناء والأزياء، وجه الجميل وشعرها الأشقر يسطعان كالشمس في أبهى ايام الصيف وأناقتها تشع اينما ذهبت، فهي أنثى رقيقة بكل ما للكلمة من معنى.
درست غايا في مدرسة تصميم الازياء Institut Modern Du Liban في الفنار حتى انهت المرحلة الثانوية، ثم انتقلت العائلة للعيش في الأشرفية قبل ان تغادر غايا لبنان بدافع من طموحها الى سويسرا لمتابعة تخصصها في Product design ولتنتقل بعدها إلى ميلانو لتنهي الماجستير وتتخصص في Italian Luxury Product وتعود بعد ذلك إلى لبنان حيث عائلتها. أرادت ان تجد فرصة لعمل في تخصّصها.
اصطدمت غايا بواقع لبنان الاقتصادي، ما خلق حالة من الاحباط لدى غايا، لكنها لم تفقد الأمل في تحقيق مشروعها، فعملت لفترة ثلاث سنوات في ليتيسيا غاليري في الحمرا ثم في شباط المنصرم تركت العمل للأسباب الاقتصادية التي يمر فيها البلد فبدأت أولى خطوات مشروعها عبر انشاء موقع للتصميم.
حلم غايا في ان تصبح أيضا أما لم يكتمل اذ سرق ذاك الآب المشؤوم احلام الكثيرين.
في ٤ آب غايا كانت في منزلها في الاشرفية عندما وقع الانفجار. ماريانا، شقيقة غايا اتصلت بمنزل أهلها للاطمئنان، بعد سماع الانفجار. الوالدة صرخت: "غايا غايا!" هرعت ماريانا لأنقاذ شقيقتها سيرا على الأقدام الى ان وصلت إلى الطابق العاشر حيث منزل أهلها المدمر بالكامل، وجدت غايا مغمىً عليها.
نقطتان زرقاوان فوق عينها كانت كفيلتان بأن تعلم شقيقتها انها تعاني من نزيف. جاء بعض الشبان وحملوا غايا إلى مستشفى القديس جاورجيوس- روم التي كانت بدورها مدمرة وما من اسعافات متوفرة... بعد مضي حوالي الساعة والنصف نقلت غايا بسيارة الاسعاف حيث كانت لا تزال تتنفس إلى مستشفى ابو جودة. هناك، كانت بدأت تنزف من خيشومها وفمها، أدخلت الى الطوارىء وبعد مضى ثلاثة ارباع الساعة كانت غايا قد فارقت الحياة.
تسلمت العائلة جثة غايا في اليوم الثالث مودعين ابتسامتها وانسانيتها لعلها تركت شيئاً منهما لمن لا يمتلكون بعضا منها.