ولدت سيدرا في العام 2005 في ريف حلب في سوريا، ودرست حتى الصف الثالث الا انها في آواخر العام 2012 وبسبب الحرب هناك، هاجرت مع عائلتها إلى لبنان.
سيدرا كانت تحلم بأن تكمل تعليمها، الا ان شبح الحرب في سوريا جعلها تهرب إلى قدر أقسى: كانت تعيش مع عائلتها المكونة من سبعة أشخاص في غرفة واحدة، في محلة مار مخايل النهر بموازاة المرفأ حيث يعمل ابوها ناطورا.
وكانت الظروف قاهرة على ابنة الخامسة عشر ربيعاً، لم تكن تختلف عن أي ربة منزل، إذ كانت تعاون والدتها في جميع الأعمال المنزلية وحتى في إعداد الطعام. كما كانت حنونة وعطوفة على إخوتها فتراها أمّا في جسد طفلة وضحكاتها كطفل في عمر السنتين لشدة براءتها. على الرغم من ضحكاتها، لم تكن راضية على حالها: كانت تنتظر فرصة لتتعلم مصلحة بدلا من سنواتها الضائعة بلا علم، الا ان الفرصة التي حصلت عليها كانت مخذلة، لا بل كانت ضربة قاضية جعلتها مجرد ذكرى.
سيدرا كان لها هواية من نوع آخر فهي تحب كرة القدم وتتابع بشغف الاندية الاوروبية واللبنانية لا سيما فريق النجمة اللبناني.
في الرابع من آب،th السادسة الا بضع دقائق، كانت صينية الشاي بانتظار العائلة التي لم تعلم ان الموت كان بانتظار احد افرادها.
رأى شقيق سيدرا الدخان فوق مرفأ بيروت وسمع أصوات الألعاب النارية. ذهبوا جميعًا إلى الخارج ليروا ما كان يحدث. دعتهم والدتهم إلى الدخول لأنها كانت تخشى حدوث شيء سيء. ولكن بمجرد أن دخل الأطفال ، أصابهم انفجار مدمر ، وتطاير الحطام من المباني المجاورة العالية مما أدى إلى إصابة رأس سيدرا.
فواز زوج شقيقتها حملها إلى مستشفى اوتيل ديو حيث استغرق الطريق حوالي الساعتين من شدة الازدحام وعند وصوله إلى المستشفى كان الموقع قد خطف صاحبة الوجه الملائكي والضحكة الطفولية من جراء إصابة رأسها بشكل مباشر.