بيسان الطيباتي

بيسان سامر الطيباتي، الطفلة البكر لعائلة مؤلفة من بنت وإبن (حسن ) الذي يبلغ من العمر سنتين.ولدت بيسان في اللاذقية سوريا في 2013/8/26 وإنتقلت وعائلتها الى لبنان عام 2015 بعدما عجز الوطن الأم عن إحتضانهم كعائلة وتأمين أبسط حقوقهم ليتمتعوا بحياة كريمة.

إستقرت العائلة في منزل فوق محل لتصليح وبيع الإطارات في المرفأ في المدينة بيروت، حيث عمل الوالد فيه لتأمين متطلبات عائلته الصغيرة، وتأمين التعليم اللائق لطفلته بيسان التي "تشرقط" ذكاء، وتعد بمستقبل زاهر، الا ان حياة طفلته لم تكتمل وانتهت باكراً جداً.

يوم ٤ آب المشؤوم، كان الوالد في عمله كالمعتاد أسفل المنزل، والعائلة والأبناء في المنزل. وقع الإنفجار، فهرع الأب لإنقاذ عائلته من الدمار الذي حلّ بهم فوجد المنزل مدمّرا وطفلته بيسان ""بأرض البيت"" بحالة حرجة جداً.

حمل الوالد طفلته المغطاة بالدم الى الطريق، ليؤمن وسيلة نقل تمكنه من نقلها الى أقرب مستشفى ليطببها." الوالد الذي لم يكن يمتلك أي وسيلة نقل، إستعان بأحد الشباب الذي يمتلك دراجة نارية، الذي نقله بدوره هو وطفلته الى المستشفى الأولى التي لم يجد مكان بها ليطبب جروح بيسان، الأمر الذي جعله يتوجه الى مستشفى كليمنصو.

في مستشفى كليمنصو كشفت مجموعة من الأطباء على الطفلة بيسان، ليتبين انها تعرضت لكدمات وضربات في كل جسدها ووضعها خطر. رقدت بيسان في المستشفى مذاك، وعمل الوالد كل ما في وسعه لينقذ حياة طفلته البريئة ابنة السبع سنوات، فتبرع وأمن لها الدم.

لم تتحمل بيسان الصغيرة آثار هذا الإنفجار الضخم على انحاء مختلفة من جسدها الهش، الذي وعلى الرغم من مقاومته لحوالي الاسبوع إستسلم في اليوم الثامن لمضاعفات الجروح البليغة التي أصابته، معلناً رحيلها عن هذه الأرض.

خسرت بيسان حياتها، وخسرت العائلة وحيدتهم بيسان، الطفلة الذكية، المرحة والتي يصفها والدها قائلاً: "ما أر فتاة بهذا الذكاء".

يعزي والد بيسان سامرنفسه ويطبب على جراحه التي لم ولن تلتئم على خسارة طفلته، بايمانه بإرادة الله.

Arabic