أيمن سليمان

منذ طفولة أيمن عاصم سليمان، لم يكن يوماً يحب ان يجلس وحيداً. كان دائماً محاطاَ بالأصدقاء. حبه للحياة كان كجمر ضج به اشتعال. عشقه للموسيقى كان كعشق الزهر للعبير "كانت أصابعه رشيقة جدا في العزف على العود والغيتار والاورغ ". تقول زوجته "شاليمار سنو".

في سوريا في مدينة اللاذقية ولد أيمن عام 1988، وتعلم في مدراسها حتى نيله الثانوية العامة. قبل ان يتخرج مهندساً زراعياً. من الجامعة الاميركية في بيروت عام 2011. حبه الزراعة ورثه عن والديه. فهما ايضا مهندسان زراعيان، حولا اراضيهما في اللاذقية الى مساحات خضراء تموج بالخصب والحياة.

الجامعة الاميركية في بيروت مازالت تحتفظ بين جدرانها بصورة ايمن الطالب البهي الطلعة عازف الموسيقى البارع والمحبوب من كل الفتيات. في ظل هذه الاجواء جاء تعارف ايمن سليمان ""وشاليمار سنو"" الطالبة في نفس الجامعة ايضاً.

وقع الاختيار على ايمن لأحياء الحفل بمناسبة عيد الميلاد. راح يبحث عن صوت جميل ليراقفه في الغناء. صديق له أرشده الى ""شاليمار"" قال له انها صاحبة صوت شجي. لم يكن صوتها هو ما أعجب ايمن فقط، بل تهذيبها، صارحها بحبه، غمرتها السعادة وأسرت له بحبها."

الخطوبة التي استمرت أربع السنوات بقرار من الخطيبين انتهت بزواج عام 2015، أثمر عصفورتين هما قصيدة الفرح الباقية.

شراء بيت خاص له ولعائلته هدف وضعه ايمن نصب عينيه منذ اللحظة الاولى لزواجه، وسعى لتحقيقه بجهده. وكأن القدر شاء ان يفرض نفسه. فقبل يوم واحد من وقوع الانفجار كانت اجراءات التملك قد أنجزت واصبح لأيمن وعائلته منزلاً خاصاً بهم."

في الرابع من آب،th يوم الرابع من آب، كانت زوجة أيمن عائدة من الجبل مع اصدقاء لها، عندما شاهدت دخاناً يتصاعد من جهة مرفأ بيروت اكملت السيارة طريقها، وبوصولها الى جادة شارل حلو القريبة جدا من مكتب أيمن انقلبت الدنيا رأسا على عقب. دويّ مزلزل طارت السيارة وارتطمت.. تحسسّت شاليمار وجهها فوجدت الدماء تسيل منه. اتجهت ورفاقها الى احدى المستشفيات."

طوال الطريق كانت "شاليمار" تحاول الاتصال بأيمن لتخبره بما حدث معها. لم يخطر ببالها قط انه مازال في المكتب. في الواقع أيمن اصر على الاجتماع بأحد العملاء في الخامسة عصراً. ساعات ثقيلة مرّت على رحلة البحث قبل ان تتجمع كل الفرضيات وتصب في وعاء واحد. جاء والدها وقال لها ان زوجها في المستشفى. تحلّت بالأمل وذهبت معه. هناك في المستشفى قال لها شقيق ايمن بصوت لا يكاد يسمع: "أيمن لم يعد بيننا".

Arabic