ولد هولو في بعلبك - العسيرة من عائلة مكونة من أحد عشر فردا ،الا ان ظروف الحياة لم تجعله يدخل المدرسة فترك ضيعته متجها إلى بيروت بهدف العمل وجني المال وهو في سن الرابعة عشر. هولو تنقل من عمل إلى آخر حتى بلغ الواحد والعشرين. استقر في عمل الألمنيوم لينتقل من بعدها مباشرة للعمل في شركة KSS كسائق لنقل المستوعبات داخل مرفأ بيروت.
هولو الحنون، الهادئ والمؤمن كان يخاف ان يظلم احدا فهو دائما في المقدمة لمد يد العون، حتى لو لم يطلب منه.
تميز هولو ببره لوالديه الكبيرين في السن، فهولو كان مسؤولا عن احتياجاتهما كافة، فهو الابن الأكبر. طموح هولو كان في ان (""يستشهد"" )، بحسب ما تقول زوجته غدير، ""الله أعطاه ما تمنى"".
حلم هولو كباقي الآباء في ان يعلم ابنته زهراء البالغة من العمر ست سنوات وابنه أحمد البالغ من العمر اربع سنوات."
وعند السادسة مساء الرابع من آب، صرخ احمد ابنه بأعلى صوته: " بابا بابا" وراح يردد: "طائرة ضربت بابا... بابا مات". بدأت الام بالصراخ على ولدها موبخة اياه، ومهددة بالاتصال بوالده لتأنيبه. اعتبرت ان ابنها ككل الأولاد في عمره يختلقون القصص. وعندما فتحت هاتفها بدأت الاخبار عبر مجموعات التواصل الإجتماعي ترد إلى هاتفها لتعلم ان انفجارا وقع في مرفأ بيروت. هول ما قرأته بعينيها وما سمعته قبل برهة من ابنها نزل عليها كالصاعقة.
"تقول الزوجة: هنا فعلا شعرت ان زوجي قد مات، حاولت الاتصال به الا ان خطه كان خارج التغطية، فأوكلت مهمة التفتيش عن هولو إلى إخوته واصدقائه، الا انهم لم يعثروا عليه في اليوم الأول.
طلبت غدير من صديق هولو المسؤول عن الميناء في المرفأ البحث عنه، ليجده في اليوم الثاني اشلاءً."
زوجته عرفته من جارب في إحدى رجليه التي كانت ممزقة الى أشلاء. فآثار نيترات الامونيوم التي أتت على جسده ووجهه جعلت جثة تتحلل فطبقات الجلد اختفت، لم تعد موجودة كأنها وقد اصابها الذوبان.. نقل هولو مباشرة الى مستشفى الرسول الاعظم ثم نقل إلى بعلبك ليوارى الثرى في ضيعته.