حسام بطل

لا داع للخوف، نسكن في منطقة آمنة"

هذا ما اعتاد حسام بطل على ترداده على مسامع زوجته كلما فاتحته بخوفها على مستقبل أولادهما في لبنان وبقلقها على مصيرهما في ظل اللا استقرار والتهديد الأمني". كلامه هذا كان قبل ان يخونه اطمئنانه ويتحول الأمان الى خراب.

حسام هو الإبن الأكبر عائلة مؤلفة من ستة أبناء. ولد في لبنان وانتقل طفلا مع عائلته الى الولايات المتحدة الأميركية حيث كبر وترعرع، ليعود في التسعينات، في عمر المراهقة، الى ربوع الوطن ويتعرف على زوجته في المدرسة، فكان الحب الأول الذي ثبت مع الأيام ليتكلل بالزواج بعدما عاد حسام من نيويورك حيث تخرج من جامعة Columbia University, New York ليؤسس شركته العقارية الخاصة PREMIUM PROJECTS مفضلاً البقاء الى جانب العائلة على الغربة.

تزوج عام 2006، وأصبح أبا لولدين. عاش حياة رغيدة: "كانت الحياة "مثالية"، على حد تعبير الزوجة. كان حسام أبا معطاء وزوجا حنونا، يساعد الغير ويمنح من قلبه.

في 4 آب قبيل وقوع الإنفجار كان الزوجان يتابعان حياتهما الروتينية، ويختاران عشاءهما عبر الهاتف. كانت الزوجة في معرض الـgallery الخاص بهم أسفل البناية حيث يقطنون، مقابل المرفأ، وهي احدى البنايات التي شيدها، حين وقع الإنفجار الأول. راح حسام يلتقط المشاهد الحية للدخان المتصاعد قبل اندلاع الانفجار الهائل.

فور وقوع الإنفجار الثاني، هرع حسام مسرعا لتفقد ولديه، اللذين كانا في البيت، لكنهما خرجا منه سالمين، إلا أن حسام لم يتمكن من الصمود أمام الزجاج المتساقط عليه كالشلالات. خطف الموت حسام ابن الواحد والاربعين عاما، بلمح البصر. ولعل عزاء زوجته الوحيد هو أنه لم يتعذب طويلا...

41 year-old Houssam lost his life all of a sudden, the only consolation for his family is he didn’t suffer long.

المنزل، كما كل العقارات التي شيدها حسام، دمر بشكل شبه كامل. من يرى الدمار الذي لحقه يمكنه تخيل حجم الزجاج الذي انهار على حسام وتسبب بشرخ في رأسه أدى الى وفاته على الفور، على مرأى من ولديه اللذين فجعا وراحا يصرخان، لتصل الزوجة وتجد زوجها حسام جثة هامدة.

خسرت العائلة الزوج والاب، لا بل خسرت حياتها السابقة التي لن تعود كالسابق ابدا، فهل تخسر إيمانها بوطن أملت ان يحاكي يوماً طموح الإنسان، وهي التي لطالما آمنت بلبنان ورفضت الاستقرار خارجه؟

Arabic