خليل مجاعص

وُلد خليل في 12 أيّار 1949 ونشأ في كنف عائلة أديب و إيفلين عون مجاعص إلى جانب شقيقه خالد وشقيقته آمال. تلقّى تعليمه في College Protestant وأكمل من بعدها في International College ومن ثمّ أتمّ تحصيله الجامعي في الحقوق وحاز على إجازة فيها من جامعة القدّيس يوسف USJ عام 1969.

خليل الإبن البار لعائلته، سند أمّه وأخويه، ملجأ من قصده، المحبّ للحياة، الأنيق والمرتّب، الوسيم والمُعاصر للموضة والدّيكورات. منذ صغره كان يهوى العزف على البيانو، كما فنّ التّصوير، إلى جانب ممارسة المحاماة ويكون ذاك المحامي الطّامح للحقّ ونصرة المظلوم.

تولّى المحامي خليل مناصب عدّة خلال مسيرته المهنيّة، فكان محامٍ بالاستئناف، ومساعدًا للسّفير اللّبناني في فرنسا كميل بو صوّان عام 1975. تقدّم بعدد من الدّعاوى القضائيّة أمام القضاء المختص، والتي جعلت من اسمه لامعاً، وحظيَ بشهرة محليّة واسعة. كل من عرف خليل أثنى على أخلاقه الوظيفيّة واندفاعه ونخوته لمساعدة الآخرين، ومعشرِه السّلس. محبّته وتواضعه كانا لافتيْن، وتجلّيا بتطوّعه في الصّليب الأحمر في عمر الشّباب.

خليل الذي لم يَهب قول الحقّ وصولاً الى الحقيقة، لم يكن بلده عادلا معه. فالفَساد المستشري في المرفأ، وضع حدّاً لكلّ من كان ضمن البقعة الجغرافيّة المحيطة للمرفأ، ومنها تلك القامة الطّويلة، ذات البشرة البيضاء والعيون العسليّـة. وفي التّفاصيل، بينما كان خليل في مستشفى الرّوم يتلقّى علاجه كأي مريض آخر، وغافل عمّا يحصل في العنبر 12، هزّ إنفجار كيان العاصمة مُخلّفًا وراءه دماراً لا مثيل له، وبسبب قوّة عصف الإنفجار، نال مستشفى الرّوم ومعظم المرضى فيه نصيباً هائلاً من الإنفجار، وخليل كان واحدًا من الضّحايا الذين لحق بهم جروح بالغة جرّاء تناثر الزّجاج عليه خلال الدّقائق الأولى التي تلت الإنفجار. وعجز المستشفى عن إسعاف مرضاه، فنُقل خليل فوراً إلى مشفى البوار، ليلقى حتفه فيها. وبحسب التّقرير الطّبي فإنّ الوفاة ناتجة من إصابات بالغة في جسده بسبب الزّجاج المتساقط.

بحضور حشد من المحبّين والزّملاء، رُفعت الصّلاة لراحة نفس الفقيد يوم الخميس الواقع في 6 آب 2020 في كنيسة سيدة الشّوير- بلدة شوير، ليُدفن بعدها في مدافن العائلة.

رحل خليل وبقيت مقولته التي اشتهر بها يتردّد صداها لدى من عرفه: "وقّف شغل قبل ما تتعب، وكمّل الشغل قبل ما ترتاح".

Arabic