ولدت لطيفة في سوريا، محافظة أدلب حيث نشأت وثابرت على التعلّم، بالرغم من الظروف التي تعصف ببلادها. شابة طموحة، مندفعة، مؤدبة، الابنة البكر لأحمد وخالدية بكري، سند أخواتها الثلاث، مصدر لقوة عائلتها في غياب والدها عنهن حين ترك العائلة قاصدا بيروت نازحاً اقتصادياً. شابة بعمر الورد، لم تتم الرابعة والعشرين ولم تر في طور نموها سوى جبهات القتال والقصف والتشبيح المسّلح والقذائف المتناثرة في كل جهة. لم تطلب سوى الأمن والإستقرار في بلادها وأن تجتمع مع الأحبة كما جرت العادة قبل أحداث 2010.
وبسبب الظروف الأمنيّة واشتداد حدّة المواجهات في سوريا والتي وصلت لذروتها آنذاك عام 2014، نزحت لطيفة مع والدتها خالديّة وأخواتها الثالثة إلى لبنان حيث كان والدها أحمد في انتظارهنّ في منزله الكائن في الكرنتينا، بعيدا عن الحرب السوريّة والسلاح المتفلت.
ومع وصولهم إلى لبنان، ووجدت لطيفة مشغلاً للخياطة بالقرب من البيت فعملت فيه، لمساندة عائلتها بقدر المُستطاع وتلبية حاجاتها في ظل جائحة كورونا وشح الموارد المالية. وكأي يوم تعيشه في لبنان، عادت لطيفة من عملها الى المنزل، دون أن تعلم ان ما ينتظرها بعيد السادسة فظيع، فأضرار انفجار المرفأ لم تقتصر على الماديات في منزل احمد صطيف، بل إن الأضرار في الأرواح كانت ثقيلة على أحمد الذي فقد في ذاك المساء ثلاثة من أفراد عائلته.
لفظت لطيفة أنفاسها الأخيرة وكأنها على علم بأنّ أمها وأختها جود قد فارقتا الحياة لترافقهما هي برحلتهما الأخيرة. وصل الدفاع المدني الى بيتها، رفع الأنقاض وأنقذ أختيها الجريحتين بينما وُجدت جثتها تحت الركام، فـكانت من أولى ضحايا عائلتها التي وجدت على الفور، ونُقلت إلى مستشفى المقاصد. وبحسب التقرير الطبي فإنّ وفاتها ناتجة من نزيف وإصابات بالغة.
بعد ثلاثة ايام، نقل الدفاع المدني، فوج صور جثمانها إلى مدافن داريّا- الشوف حيث دُفنت مع أمها وأختها.
بعد ثلاثة ايام، نقل الدفاع المدني، فوج صور جثمانها إلى مدافن داريّا- الشوف حيث دُفنت مع أمها وأختها.