في العام ۲۰۱۳ غادر فادي رمضان وعائلته سوريا بسبب الحرب في بلده بحثا عن حياة آمنة يستطيع من خلالها تكوين عائلة في بيئة تؤمن لهم أدنى مقومات الحياة.
إستقر فادي في بلدة المنيه في شمال لبنان، وبسبب إصابة الوالد في رجله في الحرب، أخذت الوالدة على عاتقها مسؤولية العمل لتأمين حياة العائلة، فعملت لدى صاحبة الدار التي اتخذتها عائلة رمضان مسكنا لهم، وكانت تعمل في تنظيف منزل السيدة في طرابلس.
أنجبت طفلها قصي في أوائل عام ۲۰۲۰، لكن قصي ولد مصابا بمرض في الكبد، الأمر الذي دفع والديه إلى إبقائه في مستشفى الكرنتينا في بيروت.
في يوم 4 آب كانت أم قصي تزوره في المستشفى، وقبل التفجير بساعات غادرت الوالدة الى المنية عائدة الى منزلها، وتوجهت شقيقتها الى المستشفى بدلا عنها لترعي قصي.
عند سماعها دوّي الإنفجار، حاولت الوالدة وفي طريق عودتها إلى منزلها الإتصال بشقيقتها المتواجدة في المستشفى مع قصي لتطمئن عليها، لكن ما لبث أن انقطع الاتصال، إثر وصولها إلى المنية إتصلت بها ممرضة من مستشفى الكرنتينا الذي دمر جراء الانفجار، وأعلمها أن إصابات كبيرة في صفوف المرضى قد وقعت ومنهم من فارق الحياة . ولدى استفسارها عن طفلها قصي رمضان، جاء الخبر الأليم بأن طفلها قد توفي وشقيقتها بخير.
فقد سقط حائط الغرفة على قصي، إضافة إنقطاع الأوكسجين عنه بسبب إضطرار الممرضات إلى إخراجه من الغرفة المدمرة.
خطف إنفجار الرابع من آب طفولة قصي قبل أن يكتشفها ويختبرها. على الرغم من لجوء العائلة الى لبنان وسعيها لتكوين أسرة وسط الظروف الصعبة، لم يخطر ببالها يوما أن تخسر طفلها بهذه الطريقة.
على الرغم من مرض قصي، تمسكت العائلة بامل شفائه وعودته إلى كنف عائلته سليما معافى، ليترعرع إلى جانب أخيه، ويحظى بتربية طبيعية سليمة.
خبر وفاة ذلك الملاك ترك أثرا كبيرا في نفوس افراد العائلة، لاسيما الوالدة التي لا تزال إلى الآن تحاول في حالة صدمة من رحيل طفلها الصغير التي لم تسمح لها الظروف بان تمضي معه الوقت كما يجب، وتشعره بحنانها كما تفعل أي أم لوليدها. دفن الطفل قصي فادي رمضان في شمال لبنان، بعد أن كتب له القدر ان يموت وسط الركام بعيدا عن والديه، ليذكره التاريخ كاصغر ضحية لانفجار بيروت الذي أوقع الأبرياء في براثن الموت ولم يميز بين كبير وصغير