خليل بشارة عيسى من مواليد 25 أيّار 1966 من عائلة مؤلّفة من ثلاثة شبّان وابنتين. كان خليل يقيم في الأشرفيّه حيث اختلط بناسها، فَـكانوا يجدون فيه شخصاً محبّاً وقريباً للقلب، يركض لمساعدة أيّ محتاج، مؤمن ويصلي وكان دائم الاتّكال على الله وشاكراً دائماً له على جميع عطاياه. كلّ من عرف خليل أحبّه، لدفء لسانه فهو لا يجرح أحداً ولا يؤذي أي شخص ولا تخرج منه الكلمة السيئة.
جارته ديانا القسّيس التي كانت تسكن في الحي ذاته، أحبّت خليل لهذه الصفات بالذات وكلّلا علاقتهما بالزّواج منذ 19سنة. عاشا معها في رومية على الحلوه والمره. سويّاً، شكّلا ثنائياً مميّزاً، ومن ثم عائلة، زادها قدوم الابنة والابن إلى الحياة حلاوة.
كانت عائلته محور أحلامه وكان يعود مسرعاً من عمله لتمضية الوقت معها، وجلّ ما أراده أن يكبر ويشيخ مع زوجته، ويؤمّن حياة كريمة لولديْه ومستقبلاً ناجحاً لهما، ويفرح بهما ويرى أحفاده.
يعمل خليل في قسم الصّيانة في الإهراءات في مرفأ بيروت منذ 23 عاماً، ورغم شقاء الحياة لم يفكّر يوماً بمغادرة وطنه لبنان، وكان يقول :"لو أعطوني كل العالم، لا أترك لبنان ولن أترك أهلنا وعائلتنا.
أراد خليل أن يأخذ فرصته السّنوية في شهر آب، إنّما كثافة الأعمال وضغطها منعته من ذلك صباح ذلك اليوم في الرّابع من آب، وكعادته ، لم يودّع ولديْه لأنّهما كانا نياماً، وكعادته اتصل بديانا زوجته، عند التّاسعة صباحاً مطمئناً، ثم هاتفها بعد الغداء شاكراً إيّاها على الطّعام "الطّيب الذي أعدّته له.
يومها كانت نوبة خدمته ومن المفترض أن ينام في المرفأ. في حوالي السّاعة السّادسة، عاود الاتّصال بديانا واتّفقا على أنّه لدى عودته من عمله في صباح اليوم التّالي سوف يذهبان لزيارة سيدة حريصا.. في تلك اللّحظة، سمعت صوتاً قويّاً وسألته بخوف ما هذا ، أجابها:" هذا الصّوت من العنبر رقم 12"، فقالت له أرجوك غادر هذا المكان، فقال لها " الآن لا أستطيع ذلك، سأحاول ان أختبىء"... لم يكمل كلامه، وانقطع الاتصال.
ضياع وحزن لفّا العائلة التي هالها ضخامة الحدث والفاجعة التي ألمّت بها. لن ترى خليل بعد الآن...
كان من المفترض أن يزور أهله في الجنوب نهاية الأسبوع، إلّا أنّه غادر من دون وداعهم.. وعاد في نعش بعد عشرة أيّام إلى مسقط رأسه بلدة كفروة ـ قضاء النّبطية وفي يوم عيد انتقال السّيدة العذراء.