لينا الخازن

في 13 ايار 1945 ولدت لينا وترعرعت إلى جانب إخوتها الثلاثة في احد منازل الجميزة التراثية الجميلة، وكانت مدللة البيت.

صبيحة يوم احد، رآها ميشال خازن مع ابن عمتها في الكنيسة، وقد تحولت الطفلة إلى صبية، اعجب بها وجمعتهما قصة حب تكللت بالزواج مع بلوغها العشرين من عمرها وتخرجها من مدرسة العائلة المقدسة.

أنجبت لينا ولدا وفتاتين، وعاشت مع ميشال في الجميزة حتى العام 1981، ثم هاجرت العائلة الى اليونان(اثينا)، وبسبب ظروف العمل تنقلت بين بلجيكا وتركيا والبحرين والكويت. في العام 2000 بلغ زوجها سن التقاعد، فطلبت لينا منه العودة الى لبنان. كل من عرف لينا احبها، انها الأنيقة، الجميلة واللطيفة التي لا تفارق وجهها الابتسامة. احبت اسرتها وحضنت ابناءها واهتمت بأدق تفاصيلهم. كانت الام المتفانية والمتفهمة والساعية بكل جهدها لتلبية حاجاتهم.

بسبب تواجد اولادها في المهجر، كانت لينا تحلم ان يجتمع كل أفراد اسرتها تحت سقف واحد في فترة الأعياد، لتنعم برؤيتهم وبأحفادها السبعة. على الرغم من سنوات غربتها الطويلة، لم تفوت لينا فرصة لزيارة وطنها مع عائلتها، من خلالها كان لبنان دائماً حاضرا من خلال اللغة والعادات والمطبخ اللبناني، فلينا كانت طباخة ماهرة.

في ذلك اليوم من الرابع من آب، ذهبت برفقة ميشال الى السوبرماركت للتبضع تحضيرا للحجر، عند الساعة السادسة كانت مستلقية على السرير في المنزل المطل مباشرة على صوامع مرفأ بيروت، تحمل اللوح الالكتروني، كان زوجها( 82 عاما) جالسا امام شاشة الكمبيوتر في الغرفة ذاتها، عندما سمعا صوت تحليق طائرات قالت له: "لنختبئ". نهضت من مكانها وأثناء توجهها الى الغرفة الاخرى وقع الانفجار وقذفها عصفه فوقعت على الارض بعد ان اصطدم رأسها بالباب، ثم وقع عليها باب ثانٍ، فيما وجد زوجها نفسه في مكان اخر. عندما استطاع الوصول اليها كانت على الارض مصابة، بقيت تنزف في مكانها على مدى ساعة من الوقت ولم يستطع زوجها تأمين المساعدة لها، كانت تئن من الالم وتقول :"انا رايحه انا عم موت"، وفارقت الحياة.

عند الساعة الحادية عشر وصلت فرقة من الدفاع المدني ونقلتها الى مستشفى رفيق الحريري وضعت جثتها في احد الممرات إذ لم يكن من مكان شاغر في البراد. دفنت صباح اليوم التالي، منهية خمسة وسبعين عاما ونيف من الحياة المعطاءة التي انطفأت بفعل انفجار غادر، دون أن تطفئ شموع ذكرى زواجها الخامسة والخمسين في الحادي عشر من أيلول.th wedding anniversary, on September 11.

Arabic