لوريت عبداللّه ريشا

وُلدت لوريت في العام 1933 في عائلة عبد اللّه عويدا وترعرعت بين شقيقاتها الثّلاث وشقيقها في حيّ القبّة في غزير، حيث تلقّت تعليمها في مدرسة القلبين الأقدسين. في أوائل السّتينات، إنتقلتْ لوريت مع عائلتها للعيش في الأشرفيّة - الرّميل وهناك تعرّفت على سامي ريشا وتزوّجت منه في سنة ١٩٦٣ وانتقلت إلى بيتها الزّوجي في النّقّاش الذي لازمته مدة ٤٥ سنة.

كانت هادئة ومتّزنة والجميع يحبّها، كما أنّها مثال للمرأة المتفانية في سبيل عائلتها وأولادها وفي خدمة القضايا النبيلة، إذ كانت معلّمة في إحدى المدارس المجّانية ولا تتقاضى أجراً.

لوريت المثقّفة ربّت أولادها على المحبّة والإيمان والصّلاة، وعلى حبّ العائلة والتّقدير لكبارها من خلال الاجتماع الأسبوعي مع العائلة.

العربي لكنّه أصيب بجلطة دماغيّة ما اضّطرّه للعودة إلى لبنان سنة ١٩٨١ كانت لوريت الصّخرة القويّة بجانبه وبجانب أولادها غير آبهة بالتّعب أو حتّى بالضّغط النّفسي، فالإيمان الذي كانت تتميّز به جعلها أقوى في مواجهة كلّ الصّعاب فكانت زوجة مثاليّة ووالدة حنونة يصعب كسرها. لوريت كانت متطوّعة في كاريتاس وكانت تهتمّ بكبار السّن في كنيسة مار الياس في انطلياس كما أنّها كانت تتبرّع بدمها ذي الفئة النادرة للصْليب الأحمر. منذ حوالي الثّماني سنوات انتقلت لوريت للعيش في الأشرفيّة حيث أولادها وأقربائها، ولتكون على مقربة منهم.

في 4 آب المشؤوم، كانت لوريت وحدها في المنزل حين دوى الانفجار الكبير، أُصيبت دون أن تتمكّن من إعلام أحد. اتّصل بها ابنها زياد لكنّ الخطوط كانت خارج نطاق التّغطية. وما إن عرف أنّ والدته مصابة حتّى انطلق فوراً من الزّلقا وذهب لإسعافها.

عندما وصل كانت لوريت تسبح في بركة من الدّماء فقوّة ضغط الانفجار قذفتها لترتطم بواجهةِ الزّجاج التي تكسّرت على جسد لوريت مما جعلها تعاني من جروح متفاوتة في جميع أنحاء جسدها، كما أُصيبت بنزيف. حاول زياد وضعها على أحد الأبواب المخلوعة ونقلها إلى المستشفى ليصل إلى مستشفى الجعيتاوي حيث تم ركنها على الرّصيف في مدخل الطّوارئ لأنّ المستشفى كانت مهدّمة بالكامل فهرعَ الأطبّاء والمسعفونْ على الفور وحاولوا لأكثر من ساعة إنقاذ لوريت إلّا أنّهم لم يستطيعوا. في الثّامنة والنّصف مساءً، فارقت لوريت الحياة.

Arabic