ترعرعت زينة في جل الديب، الا انها انتقلت مع عائلتها وهي في الخامسة من عمرها سنة 1985 إلى البترون بسبب الحرب. دخلت بداية إلى مدرسة مار يوسف – عينطورة ثم انتقلت الى مدرسة الآباء الكبوشيين في البترون. وفي سنة 1992 عادت زينا مع عائلتها إلى بيروت ودخلت إلى مدرسة القلبين الأقدسين – جديدة حيث اكملت المرحلة الثانوية. وتخصصت في جامعة سيدة اللويزة في إدارة الأعمال.
عملت زينة في شركة طيران الشرق الأوسط ال ""ميدل ايست"" لمدة عشر سنوات، الا انها بدأت تعمل على مشروع عمل خاص بها وهو يختص بالمأكولات لتؤسس عملها او شركتها وتعمل بشكل مستقل.
عرفت بأنها قريبة من القلب، ومحبة جدا للمزاح. وعلى المستوى الشخصي كانت ذكية ولديها نظرة ثاقبة في الأمور. طموح زينة كان في انشاء عمل خاص بها وكانت قد بدأت أولى خطواتها من بيتها، وحلمت بأن يثمر العمل مردودا كافيا مع عائلتها بشكل مريح، لكن انفجار ٤ آب كسر هذا الحلم إلى غير رجعة، كما أطاح بأمل الهجرة مع عائلتها إلى خارج لبنان بهدف تأمين مستقبل افضل.
تمضي زينة والعائلة اوقات الصيف في البترون كان من المفترض أن يبقوا هناك، إلا أن القدر ساقهم إلى بيروت الاثنين عشية انفجار المرفأ. كانت في منزلها الكائن في مار مخايل النهر في شارع الرباط تحديدا، بعد ظهر ذاك الثلاثاء الفتاك برفقة زوجها رودولف زعرور وابنهما أوليفر تسع سنوات. عند اندلاع الحريق، كان ابنها اوليفر يلعب مع بنت الجيران. سمعت زينا أصوات المفرقعات، لكنها لم تقترب من النافذة كون بيتها مطل على المرفأ بشكل مباشر. في غمضة عين دوى الانفجار الاول وبعد ثوان معدودة لحق به الانفجار الكارثي. رودولف الوحيد الذي صمد وسط الدمار، حاول ايقاظ والده المغمى عليه، في الوقت الذي كانت زينة قد أصيبت إصابة بالغة وكانت تنزف بشدة بعدما تمزقت يدها. استعاد زوجها وعيه وحاول وضع زينا على كرسي ونقلها إلى مستشفى الجعيتاوي حيث تم تخييط يدها بلا مخدر وتحت العتمة، فالمستشفى كانت مدمرة واستقبلت المئات من الجرحى والضحايا، الا ان جسم زينة رفض الدم والأدوية التي أعطيت لها من جراء نزيف داخلي. هنا انتهى عمل الأطباء الذين عجزوا عن إبقائها على قيد الحياة.