ولدت إيفيت جورج الميني في 1953/7/5 في الأشرفية لعائلة مكونة من 6 بنات وشاب واحد، لم تنه إيفيت تعليمها لكنها تعلمت الكثير من مدرسة الحياة، فباتت "أم الكل" على حد تعبير إبنة شقيقتها الشابة باسكال حداد التي عايشت خالتها في يومياتها بحكم سكنها معها في البيت والعمل معًا في مستشفى الروم – الأشرفية.
عملت إيفيت على مدى ٣٥ سنة في المستشفى في قسم الغسيل، فبات هذا العمل جزءاً مهما من حياتها، أحبته وقدمت كل ما في وسعها من عطاء. وكانت تقطن في منزلها في فسوح بالقرب من مكان عملها في الأشرفية.
عند وقوع الإنفجار حاولت التواصل مع الأقارب، فأرسلت رسالة صوتية عبر تطبيق واتساب الى أقاربها تطمئنهم انها بخير، وإتصلت بإبن شقيقها ليسعفها، "ما في نص ساعة وكانت عم بتموت" قالت إبنة شقيقتها باسكال.
هرع إبن شقيقها الى منزلها المدمر، والذي تساقط الزجاج فيه كما أثاثه، وحاول الأهل الإتصال ببعضهم البعض لعل أحداً يستطيع الوصول، لأن الركام والزجاج كانا يعيقان حركة السير، بالتالي تعذر الوصول بسرعة لإسعاف ايفيت. اول الواصلين كان ابن شقيقها لينقذ عمته التي كانت بمثابة الأم لابناء اخوتها والتي لطالما أحبت الجميع بمثابة أولادها التي لم تنجبهم. منحتهم كل ما تملك من حب واهتمام.
وجدها في حالة سيئة، فحاول إسعافها على الفور بنقلها الى مستشفى الروم القريبة من المنزل والتي دمرت بالكامل جراء الإنفجار، لكن سرعان ما توفيت ايفيت في المستشفى نفسه حيث بذلت من نفسها في سبيل خدمة مرضاها وعملت فيها بإخلاص الى حد التفاني. وهذا ما جعل كل العاملين هناك يبكون على فقدان ايفيت ذات الـ 68 عاما.
إيفيت ككثيرين كانت تطمح الى أن تعيش في بلد آمن يؤمن لها أبسط حقوقها قصرت كثيرا في حق نفسه بحيث لم تحظ حتى بتعويض عمل 35 سنة بسبب الأوضاع الصعبة في البلاد وما تتبعه المصارف من سياسات منذ سنة في لبنان.