ثروت حطيط

ثروت محمد حطيط شاب مفتول العضلات، رياضي بامتياز، قويّ البنية.. صفاته الخارجية هذه تكاملت مع صفات داخليّة وشكّلت تميّز ثروت الذي يمتلك روح الإنسانيّة والعاطفة الجيّاشة تجاه الآخرين.

عمل على مدى عشرين عاماً في فرع الحماية والإطفاء في مرفأ بيروت، إلّا أنّ هذا الفرع لم يكن مجهّزاً بوسائل حديثة بحيث لا تزال الإطفائيّات الموجودة في مرفأ بيروت يدويّة وبدائيّة جداً، لا تلبّي الحاجة في حال نشوب حريق بسيط فكيف بالانفجار الذي حدث في ٤ آب!!!

ثروت لم يتابع تحصيله العلمي، لكنّ حبّه للرّياضة وَلَّدَ عنده اهتمامات أخرى، فاتّجه نحو "التيكواندو" و"الكيغ بوكسينغ" ثروت أحبّ هذه الرّياضات وتفرغ لها ليصبح مدرّباً رياضيّاً وليفوز ببطولة الاتّحاد اللبناني للكيك بوكسينغ مؤخّراً.

عُرف ثروت بروحه المرحة، والرّوح الرياضيّة التي تمتع بها أضافت على شخصيّته قيماً إجتماعيّة نبيلة كإحترام الغير، الدّبلوماسيّة في التّعاطي وتجنّب المشاكل.

يقول شقيقه إبراهيم: إنّ ثروت الذي تربى يتيم الأم هو أب ل"هادي" البالغ من العمر خمسة عشر عاماً ولطفل ما زال في أحشاء أمه. وقد أحاط عائلته بحنان واهتمام كبيريْن، كان قد افتقدَهما مع غياب والدته إبّان الحرب اللّبنانية، وكأنّه يعوّض لولده ما حُرم هو منه.

وبالإضافة إلى أفراد عائلته، كان لثروت "ليكسي" كلبته التي بادلته وفاء الصّداقة، فـماتَت بعد أربعة أيام حزناً على ثروت...

وبتنهيدةٍ مليئة بالغصّة والوجع يقول إبراهيم أنّ ثروت كان يمتلك صوتاً جميلاً، حتى أنّه اشترك في برنامج سوبر ستار، إلّا أنّ الظّروف جعلته إطفائيّاً لِيُقْضَى به الأمر تحت نيران انفجار هيروشيميّ...

إثنا عشر يوماً على انفجار بيروت وثروت بقي مفقوداً. فتّشت العائلة عليه بين الأشلاء لأنّها فقدت الأمل ببقائه حيّاً في بادئ الأمر، ومع مرور الأيام فقدت الأمل بالعثور حتّى على جثّته، أو أشلائه. لتعثر بعد ذلك على كفّ يده و رجله، وبعد عدة أيّام وُجدت "مقدّمة الرّأس" . لم يشأ ذووه أن يدفنوه ولم تكتمل أجزاء جثّته بعد. وجدوا صدره فدفنوه، إلّا أنّ البحث جار عن بقية أشلاء ثروت...

Arabic