وُلد نبيل مخايِل سليمان في الأشرفيّة في ١٠ حزيران ١٩٢٩ ودرس في مدارس اللّيسيه حيث أنهى المرحلة الثّانوية لينتقل إلى الجامعة اللّبنانية فيختصّ في المجال الزّراعي كمهندس زراعي وبيطري. عمل نبيل في بداياته في وزارة الزّراعة ثم انتقل إلى مختبر الأبحاث الزّراعية العلميّة في الفنار
تزوّج نبيل في عمر الأربعين، فكان محبّاً جداً لعائلته التي كونها مع شريكة حياته ليلى شكري معلوف والتي رُزق منها بثلاثة أبناء هم سامر ومروان ورودي. كوالد، كان نبيل مقرّباً جداً من أولاده، لا بل كان صديقاً ودوداً و بنى عائلة محبّة و متماسكة وسعيدة ومتفاهمة.
عُرف نبيل بنبله وبمحبّة الجميع واحترامهم له، وكان معروفاً بكرمه، فهو لا يردّ سائلاً أو قاصداً له مهما كلّفه ذلك. نبيل كان يطمح في بناء عائلة محبّة و سعيدة ومتماسكة و متفانية فيما بينهم وبالفعل حقّق هذا الطّموح فكان مكتفياً بما حقّقه على صعيد العائلة والأولاد والاستقرار.
مع تقدّمه في العمر، كانت عائلة نبيل تخاف عليه من كورونا، لم يعلموا أنّ ٤ آبth نصح الطّبيب عائلة نبيل بتركه قيد المتابعة في المنزل حيث بقي ليومينسيأتي ليخطف عامود البيت الصّلب والمحبّ والأب الهادئ بأبشع وأكثر الطّرق غدراً. نبيل كان يتمشّى في بهو البيت عند حوالي السّاعة السّادسة يومذاك، فيما كانت زوجته تجلس في غرفة الجلوس تشاهد التّلفاز، أتى نبيل ليُحادثها قليلاً، سمعا صوت الانفجار الأوّل وما هي إلّا ثوان حتّى دوى الانفجار الثّاني الذي كان كصاعقة دفعت بنبيل لترميه أرضاً وليسقط عليه باب غرفة الجلوس، على الفور خرجت ليلى مذعورة إلى الشّرفة تستنجد بجارها الطّبيب الذي يسكن المبنى نفسه في الأشرفيّة، قرب مستشفى الرّوم. لبّى استغاثتها وصعد مباشرة محاولاً رفع نبيل ووضعه على السّرير ومعالجته بقدر الإمكان وبالوسائل الطّبية المتوفّرة. لم يتمكّنوا من نقله إلى أيّ مستشفى نتيجة الدّمار الذي لحق بمستشفيات المنطقة،
وبسبب عدم وجود أماكن شاغرة في مستشفيات أخرى، كما أن الطّرق كانت غير سالكة بفعل الرّكام والدّمار الذي قطّع أوصالها، فكان متعذّراً وصول سيّارات الإسعاف. لا يأكل ولا يتكلّم. بعد ذلك تم نقله إلى مستشفى رزق لسوء وضعه، حيث وُضع في العناية المشدّدة لمدّة ثلاثة أسابيع. نبيل تلقّى ضربة قويّة على رأسه جعلته يعاني من نزيف حاد في الرّأس وتوقّف قلبه عدّة مرّات ما أدّى إلى تلف الدّماغ فانتقل إلى أحضان الأب السّماوي في ٢٧ من آب.