الرابع من آب، كان النهار عادياً جداً بالنسبة لباميلا، بعدما انتهت من عملها في الخياطة، توجهت الى منطقة "الحمرا" لترافقها شقيقتها الى منزلهما الكائن في منطقة الحازمية.
لدى عودتها الى المنزل، سلكت طريق المرفأ، وفجأةً رأت الدخان يتصاعد، فتوقفت قليلاً لتوثق المشهد كما يفعل الكثيرون لدى وقوع أي حدثٍ غريب، قبل أن تغادر المكان وعلى الفور دوّى الانفجار الذي وصفته بالزلزال وقالت:" طارت سيارتي من مكانٍ الى آخر وبدأت أصرخ " يا رب يا رب " وتابعت تقول:" بعد أن توقفت السيارة رأيت اشلاءً تتطاير من نوافذ السيارات وأشخاصاً مضرجين بالدماء يركضون من مكانٍ الى آخر من دون أن يعلموا حقيقة ما حصل."
وأضافت باميلا تخبر سير أحداث ذلك اليوم بأنها توجهت هي وشقيقتها الى المستشفيات عديدة لمعالجة جراحهما، لكنهما لم يتمكنا من الحصول على العلاج الى حين وصول والدهما الذي نقلهما الى مستشفى السان شارل.
باميلا فقدت اوتار يدها، كما أصيبت في رأسها وخضعت للعلاج ولعملياتٍ جراحية عدة.
أما اليوم، فعلى الرغم من مرور سنتين على انفجار مرفأ بيروت، لا تعيش باميلا بسلامٍ، لأنها تريد معرفة من فجّر بيروت ولا تطلب من القضاء سوى معرفة الحقيقة، فالألم ما زال في داخلها وتتمنى ان تأتي باخرة وتأخذها من هذا البلد الذي أقلق راحتها الفكرية والنفسية.