"أنطوان، نشأ في كنف عائلة نجا وإيفون باسيل الى جانب شقيقة واحدة تُدعى رين. نشأ وترعرع في ظل عائلة مُتجذرة بالإيمان والتقوى في بلدته درعون حيث تلقى أولى سنوات تعليمه فيها. ليلتحق من بعدها بإحدى معاهد المنطقة ويدرس الميكانيك."
تزوج من آمال جوزف الحكيم، ورزقا بوحيده روي. كان انطوان الزوج والشريك المثالي لآمال، والأخ والصديق لإبنه. كما نه السند الكبير لأخته رين. هو الكريم، الديناميكيُّ، الخدوم، ولم تغب إبتسامته يوما عن وجهه، وعرف بأنه صاحب الكف النظيف. لم يثقل عمره المتقدم همة انطوان وظل يتمتع بصحة جيدة بالرغم من تقدّم عمره.
في 4 آب كان أنطوان وزوجته في منزلهما الكائن في شارع الجميّزة، طلب منها تحضير قهوة لإحتسائها في الدار، فكان له ما طلب. وما أن انهت آمال تحضيرها، وتوجهت نحوه، وإذ بصوت قوي يدوي، لحظات معدودة كانت كفيلة بأن تغير معالم المكان، ويتحول منزلهما إلى حطام. أينما يأخذك نظرك تعترضه الحجارة، والحُطام. استفاقت آمال من صدمة الفاجعة لتسمع تنهدات زوجها أنطوان، راحت تصرخ طالبة النجدة لإسعاف زوجها مُتناسيّة الكسور والنزيف الذي حلّ بها. اتصلت بابنها روي الذي أسرع إلى بيت والديه، ونقلهما إلى مستشفى الـجامعة الأميركية في بيروت، بعد اعتذار المستشفيات القريبة عن استقبالهما بسبب الأضرار التي ألمت بها.
ستة وعشرون يوما قضاها أنطوان بالمستشفى يعالج من إصاباته فالزجاج غرز في جسده وشوهه وكان كفيلا بأن يقضي عليه رويدا رويدا، إلى أن أسلم الروح.
وداع أنطوان الأخير كان في أواخر آب في كنيسة سيدة الانتقال الرعائية في درعون، بلدته التي ضمته إلى سجل نفوسها قبل سبع وثمانين سنة خلت.