حسن دغمان

قصة اليوم مختلفة، كتبت في المستشفى الى جانب سرير المريض، العلاقة هنا ليست بين صحافي وحالة تضررت من تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب وحسب، بل بين أبٍ وابنه الصحافي الذي منذ العام 2020 خط قلمه عشراتٍ من القصص، ومن بينها قصة اليوم التي تختلف بالشكل والمضمون.

حسن علي دغمان رجل في العقد السادس من عمره، ربّ أسرة تتكون من 6 أفراد، ولد في 4 نيسان عام 1959 وعاش اليتم باكراً بعد وفاة والده عام 1982، ليصبح الرجل الصغير الذي تحمّل مسؤولية أسرةٍ كبيرة، فجال شوارع بيروت للبحث عن العمل وامتهن "الحلاقة الرجالية" لكسب قوت يومه.

تاريخ 6-07-1977، مع بدايات اندلاع الحرب اللبنانية أصيب حسن أثناء القصف ما أدى إلى تعطل بعض وظائف يده اليمنى بشكل دائم ولكنه استمر في الكفاح حتى تاريخ اليوم.

عاش الحياة بحلوها ومرّها مع عائلته وزوجته التي ساندته جنباً الى جنب في تجاوز العقبات، قصة طبيعية كأي أسرة واجهت تحديات الحياة، ولكن بعد التاريخ المكتوب بالدم في الرابع من آب تغيّرت المعادلة وتحوّل المشهد، لتصبح القصة أكثر تعقيداً.

يصف حسن من على سريره في المستشفى مشاهد الانفجار بالكارثية والدموية، بتاريخ الرابع من آب، كان في منطقة مار مخائيل ولم يصب بأي اذى، هرع بسيارة الأجرة التي يعمل عليها لإغاثة الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات القريبة من مناطق التفجير التي دمرت بشكلٍ كامل.

كما عائلاتٍ كثيرة، كذلك أسرة حسن مع رب العائلة تضررت بسبب تفجير مرفأ بيروت جسدياً ونفسياً، لكن آواخر عام 2022 شعر حسن بسلسلةٍ من الأوجاع في الرئة غير المبررة وغير معروفة الأسباب، لكن بعد أجراء الفحوصات الطبية تبيّن بأن استنشاقه للنيترات الأمونيوم والانبعاثات التي رافقت التفجير أثرت على صحته. صدمت العائلة لهذا الخبر الذي وضعها في حيرة من امرها، فالمرض الخبيث دق أبواب العائلة التي كانت تنتظربقلق نتيجة الفحوصات التي أكدت أن الخلايا السرطانية منتشرة في الرئة.

حسن الذي لا يزال يلازم المستشفى، ولا يعرف عن صحته سوى أنه يعاني من التهاباتٍ بسيطة، لا يطالب الدولة اللبنانية سوى بمعرفة حقيقة ما حدث، التي أدت إلى قلب حياته رأساً على عقب، فمن رجلٍ نشيطٍ وحيوي بات اليوم رجل هزيل البنية يتنفس بصعوبة.

Arabic