أحمد محمد العميرة

"ولد أحمد محمد العميرة في سوريا، ونشأ في شارع الميسلون، اللاذقية، وعاش حياة سعيدة وسط عائلته. خرج في عمر الواحد والعشرين من البلاد ليؤمن معيشته في لبنان"

فتوجه أحمد الى بيروت وعمل في المرفأ على متن باخرة "أبو كريم ٣" لعله يؤمن بدلا نقديا كبديل عن الخدمة العسكرية ويعود الى وطنه وعائلته وحب طفولته "ديانا".هو وديانا جمعتهما قصة حب عمرها عشر سنوات: كان هو في السادسة عشر من عمره وديانا في الرابعة عشر، لكن القصة لم تكن وردية، بل واجه خلالها الحبيبان مر المشاكل مع الأهل.

ورغم المعاناة والصعوبات لم يستسلم كل من أحمد وديانا وحاربا في سبيل حبهما بحيث أرسل أحمد عائلته لخطبة ديانا وهو على متن الباخرة في لبنان، وهي في سوريا، واحتفل الخطيبان عبر مكالمة الفيديو بخطوبتهما.

وبعدها تزوج الخطيبان بنفس الطريقة، وحاول أحمد أن ينقل زوجته للعيش معه على متن باخرة "أبو كريم ٣". وصلت العروس في 14-11-2018 إلى بيروت لتزف إلى أحمد "عريس المرفأ" بعد سنوات من الغياب.

أحمد كان الزوج الطيب، الخدوم، الرؤوف والمحبب، الذي لم يزعج زوجته طيلة حياته بأي حرف أو كلمة.

لكن العسل لم يدم طويلا: عاشت الزوجة شهرين فقط مع زوجها، لتعاكسها الظروف فيما بعد، وتضطر إلى العودة الى سوريا، وهي حامل بطفلتهما ""دعاء"" التي لم يتسن لها ان تتعرف على والدها." ستون يوما" لن تنساها ديانا، أعقبها سلام وكلام عن بعد.

ليل الاثنين - الثلاثاء، عشية تفجير ٤ آب، قضت زوجة أحمد سهرتها مع حب حياتها عبر الهاتف. تحدثا كالعادة وطال الحديث حتى السابعة صباحا. وعندما استيقظت عصر يوم الرابع من آب، حاولت الإتصال بأحمد لكن هاتفه كان خارج التغطية.

شاهدت على الفايسبوك وعلى نشرة أخبار اللاذقية خبرا عن إنفجار مرفأ بيروت، فحاولت مرات عدة الإتصال مجدداً بزوجها لكنها لم تلق أي جواب

في تمام الساعة الثالثة من فجر ٥ آب اتصل صديقه ليبلغ العائلة بوفاة أحمد، فكانت الصدمة، لم تصدق ديانا خبر الوفاة، وسارعت إلى الإتصال بمستشفى بعبدا الحكومي حيث تم نقل زوجها، وقطعت الشك باليقين بعد ان ارسل لها احد العاملين في البراد في المستشفى صورة لجثة زوجها.

عاد محمد أحمد عميرة جثة هامدة يوم 7 آب 2020 الى مسقط رأسه، لكن الزوجة المفجوعة لا تزال تعيش على أمل سماع صوت زوجها أحمد ومكالمته.

Arabic