وُلد علي قاسم صوّان مطلع العام 1972 وترعرع في منطقة الكرك - زحلة ليدخل إلى المدرسة الرّسميّة للصّبيان حتى المرحلة المتوسّطة. وإبّان الاجتياح الإسرائيلي انتقلت العائلة إلى بيروت حيث التحق بثانويّة علي ناصر في برج البراجنة،إلّا أنّه لم يكمل دراسته.
هو صاحب النّخوة ودينامو البيت، فقد تميّز بالشّجاعة والوفاء، والكرم مع الجميع والاندفاع في سبيل أهله وعائلته، لم يتأفّف يوماً إذا طُلب منه القيام بعمل ما.
عمل علي مع والده في الميكانيك الصّناعي، وتنقّل في مهنٍ عدّة منها تنجيد المفروشات، إلى أن استقرّ في مؤسّسة الموسوي في الجيّة. مهارات علي كانت في الصّيد البحري والبرّي فهو عاشق لهذه الهواية وصياّد ماهر.
كان علي يصبو إلى تحسين أوضاعه الماديّة، وأن يُعلّم أولاده حسين وفاطمة وزينب،إلّا أنّ آب دفن معه كلّ الطّموحات والآمال.
يومذاك، كان ذووه يعلمون أنّ علي وشقيقه حسين ذهبا لصيد السّمك على المرفأ، ولكنهما كانا بمكانين مختلفين وبتصريح يتم تجديده كل ثلاثة أشهر للسّماح لهما بالدّخول من قبل الجهات المعنيّة بأمن المنطقة. وقع الانفجار، فحاولوا البحث عنه، ولم يُسمح لهم بالدّخول كونَ المنطقة التي كان علي فيها أصبحت مغلقة، في حين وجدوا شقيقه مصاباً في مستشفى أبو جودة.
عبثاً حاولت عائلته البحث عنه في كل المستشفيات وصولاً إلى قبرص وسوريا. وبعد عشرة أيام تبيّن أنّ علي بقي في سيّارته في البحر . لم تنل نيترات الامونيوم ولا نار الحريق الذي سبق الانفجار ولا الانفجار بحدّ ذاته من جسد علي بل السّمك الذي أتى على جسد علي الذي تآكَلته أيضاً ملوحة مياه البحر، فكان جسده أشبه بوجبة ممزقة ومليئةٍ بالثّقوب.
وبعد انتشاله من البحر، عاد علي في اليوم التالي إلى مسقط رأسه، الكرك جثّة هامدة كأحد ضحايا انفجار الغدر.