امين الزاهد

ولد امين وترعرع في طريق الجديدة - شارع ابو سهل، ليدرس في مدرسة الصمدي وينتقل بعدها إلى مدرسة البر والإحسان حتى المرحلة المتوسطة. امين كان يحب مجال الميكانيك، فتعلم هذه المهنة عن كثب في سن السابعة عشر. كيف لا وهو كان معروفا بإسم "" المصلّح"" ولديه القدرة على اصلاح الأشياء مهما بلغ تعقيدها. لكنه ترك مهنة الميكانيك،"

فتنقل بين عدة شركات كسائق، إلى أن استقر منذ عشرين عاماً في مرفأ بيروت في شركة CBTC. بدأ بالعمل بداية كسائق، ثم طور نفسه ليصبح مديرا مسؤولا عن اكثر من خمسين عاملا، كان يود ان يبني لابنه مستقبلا يفخر به وان يراه ضابطا.

كقبطان السفينة كان ماهرا في اتخاز القرارات مهما بلغت اهميتها، مرد ذلك الى ذكاء امين وحكمته اللتين جعلتا منه انساناً اجتماعياً يواكب كل من حوله.

عند نشوب الحريق في المرفأ ذهب أمين لانتشال الضحيتين محمد طليس ونور دوغان اللذين قضيا أيضا في الانفجار، لم يرد ترك رفيقيه بالقرب من الحريق. كان قد التقط صورة للحريق وارسلها على إحدى مجموعات التواصل."

لم يتصل امين لم يتصل بذويه كعادته لطمأنتهم. ولدى سماعها بخبر الانفجار أسرعت اخته ريما الى الإتصال به الا ان هاتفه كان خارج التغطية، اتصلت بأحد اقربائها الذي يعمل مع امين، هدأ من روعها وقال انه رأى امين بعد الانفجار. كان يطمئنها ولم يخبرها الحقيقة.. مضت حوالي النصف ساعة لا خبر ولا اتصال من آمين، نزلت الاخت والزوجة الى المرفأ للبحث عنه. لم يسمح لهما بالدخول ذهبتا الى المستشفيات ولم تجداه... ستة ايام وكان امين لا يزال مفقودا. خلالها اختلط الامر على عائلته الحائرة، فاعتقدت خطأ ان احدى الجثث تعود لأمين، تكرر هذا الامر لثلاث مرات. لكن أمين كانت لديه علامة في رجله جعلتهم يفكرون مرتين قبل ان يجزموا هوية الجثث الثلاث.

عادوا وانتطروا نتيجة الحمض النووي، علموا في اليوم السابع من الانفجار ان جثمان امين وجد في مستشفى الزهراء، واضعا يده على رأسه كأنه كان يحاول إيقاف النزيف في الدماغ حيث تلقى ضربة قوية، كما فصلت رجل أمين عن جسده ووجدت في مستشفى في مشغرة البقاع الغربي.

Arabic