انطوان زعرور

ولد انطوان زعرور في منتصف العام 1949 وترعرع في منطقة المدور، الكرنتينا التي بقي يقطن فيها منذ ولادته، بداية سكن مع عائلته من جهة المسلخ، الا انه أثناء التهجير انتقل الى جهة الاتوستراد. انطوان كان يعمل عملا حرا فهو معلم حديد يقوم بصناعة الأبواب، لا سيما تلك التي تحتوي على زخرفة، كما أنه ابتكر آلة لصب قوالب بلاستيكية، فقد كان بارعا في عمله ولديه ابتكارات في هذا المجال لأنه كان يحب مهنته كثيرا.

كرمه كان ملحوظا، ففي الجمعات مع أصدقائه كان يأبى إلا أن يتكفل بالتكاليف وحده. هو والد لشابين وفتاة، وتربطه بهم علاقة متينة. تميز انطوان الأب بحبه لعائلته، وكان بيتوتيا ولا يحب الخروج كثيرا بل تمضية وقته مع أولاده قبل أن تتزوج ابنته ويسافر ابناه احدهما إلى قبرص والآخر إلى دبي.

حلم انطوان كأي والد بأن يصبح جداً، وحلمه تحقق من خلال ابنته التي اهدته حفيدة اسمها إيلايا، وانطوان تعلق بها كثيراً وهي من أعادت له الروح والحياة وخاصة ان انطوان كان يمر بركود مادي واقتصادي شديدين فإيلايا كانت ملاذه للخروج من هذا الضغط.

في الرابع من آب،th كان أنطوان في بيته مع زوجته ليليان التي عادت في هذا اليوم بعدما أمضت عند ابنتها ثلاثة أيام.

أعدت ليليان الطعام وتناولا الغذاء سويا، عند السادسة الا بضع دقائق، توجهت ليليان لجلب الفاكهة. ولدى سماعها الانفجار الأول، حملت هاتفها لتطمئن على ابنتها التي تسكن في الحدت، في هذه الاثناء خرج انطوان من غرفته ووقف أمام زوجته التي سألته ما اذا كانت هذه الأصوات لطيران، فخرج انطوان إلى الشرفة ليرى ما هي تلك الأصوات. في الوقت عينه همّت ليليان بالخروج، فحدث الانفجار الذي قذفها بإتجاه الدرج لتكسر عظمة رقبتها، وعاد الانفجار وقذفها مجددا نحو منزل جيرانها. وبعد أن استفاقت ليليان قامت وركضت بإتجاه الطريق من دون وعي لتنتبه ان زوجها ما زال في المنزل، عادت إلى بيتها لتجده مرميا على الأرض، بدأت تصرخ علّ أحد يأتي لنجدته. في هذه الاثناء، اتصلت ابنتها لتستنجد بها ليليان. بالفعل أتى صهرها الذي نقل أنطوان على شرشف إلى مستشفى مار يوسف إلا أن انطوان من اللحظة التي اصيب بها لم يكن بخير، فقد انكسرت جمجمته ونزف كثيراً. بقي خمسين يوما في غيبوبة ليفارق الحياة في ١٧ ايلول، في اليوم الذي وضعت فيه ابنته مولودها الثاني فلم يفرح بحفيده الذي كان ينتظره اكثر من والدته.

Arabic