آرام ديرسركيسيان

ولد آرام وترعرع في برج حمود وكان الابن الأصغر في العائلة من بين ستة أخوة، حيث تعلم في مدرسة الأربعين شهيد الكائنة في شارع اراكس، الا ان أرام لم يتابع تحصيله العلمي فعمل مع شقيقه في مهنة الزنكوغراف في ساحة البرج قبل أحداث الحرب الأهلية.

عرف آرام ببساطته، وبقلبه الأبيض، فكان معطاء، ومحبا لخدمة ومساعدة الناس دون مقابل. وانتقل آرام الذي لم يدوم زواجه اكثر من سنة، للعيش مع والدته مريم نازاريان التي وافتها المنية سنة 1995 مما شكل لآرام صدمة واكتئاب كبيرين، كونه الابن الأصغر والأكثر دلالا من بين إخوته والمتعلق جداً بوالدته. بعد ذلك تنقل ما بين بيت شقيقته وشقيقه في منطقة الزلقا لأكثر من عامين، واستقر أخيرا في برج حمود للعيش والعمل في محل للأدوات الكهربائية.

هو الذي كان يذهب ليتمشى في منطقة المدور ومار مخايل يوميا لم يعرف ان انفجار ٤ اب سيكون القاضي على حياته التي ناهزت عمر الثماني والسبعين، فقد أخوه الاتصال به، لم يرد على هاتفه في تلك الليلة وبقي مفقودا لأشهر دون أي خبر يشفي غليل شقيقه المتقدم في العمر كريكور والذي يعاني من أمراض مزمنة. اللافت أن اسم آرام ورد في لائحة وزارة الصحة العامة من بين أسماء من قضوا في الانفجار، لكن سرعان ما أزيل اسمه في القوائم اللاحقة التي أصدرتها الوزارة، صحيح أن عائلة آرام كانت معتادة على غيابه بين الفترة والأخرى، لكن غيابه هذه المرة كان مثيرا للريبة.

الا ان المبكي جدا إلى درجة الحزن الشديد ان قصة آرام كانت مختلفة عن كل قصص ضحايا انفجار ٤ آب في كل المعايير، لا سيما المعايير الإنسانية التي لطالما ننادي بها، وكما يقال" إكرام الميت دفنه"، إلا ان جثة آرام قبعت لستة أشهر حتى التحلل في براد احد المستشفيات، الا أنه لم يأتي ببالهم ان آرام ضحية من ضحايا انفجار مرفأ بيروت وان هذا الرجل صاحب القلب الطيب سوف يسلم لذوية ليس جثة متفحمة او اشلاءً!!! وإنما جثة متحللة بفعل مضى الوقت، فأرام بعد مضى ٦ أشهر في براد مستشفى مشغرة الحكومي، سلّم إلى ذويه جثة متحللة والفضل يعود لمن تقصّى ووصل إلى ذويه ليرقد بسلام في مثواه الاخير.

Arabic