في عائلة ميلاد وليلى صروف، ولدت اسمهان في 20 كانون الثاني 1977 وترعرت مع اخوتها الأربعة: ايلي، أسعد، جومانة وجنان. تلقّت أسمهان تعليمها في بيروت مُتنقلة بين مدارسها لتُجاز من إحدى معاهدها كـ Fashion Designer، لكنها عملت في غير اختصاصها، في مجال تخليص البضائع والمعاملات الجمركيّة على المرفأ لدى شركة SARAMAR.
اسمهان او "آسو"، كما كانوا يسمونها، كانت زوجة رائعة، هي بالنسبة الى زوجها ديغول نبيه بو رجيلي "دينامو البيت"، والأم المثاليّة الحنونة واللطيفة بالنسبة الى بناتها: ساره، بيا ماريا وجويا ماريا. صاحبة القلب الطيب والنقيّ والوجه الضحوك كانت متفائلة ولطيفة المعشر. أنعم الله عليها بخصال الرحمة والعطف، أحبت الفقراء فراحت تمدّهم بالمساعدات على قدر استطاعتها. وشكر الله على جميع أحوالها كان محط كلامها، هي المفعمة بالحب والإيمان.
اسم على مُسمّى، كان كرمها لا مثيل له، كانت تعطي على حساب نفسها. في عملها كانت اسمهان صاحبة السمعة الجيدة والكف النظيف، النشيطة والمتفانيّة.
في مساء الرابع من آب المشؤوم، كانت اسمهان في منزلها في الجميزة الكائن في شارع باستور، المواجه لإهراءات المرفأ مباشرة، مع زوجها وابنتها جويا ذات الخمس سنوات. اسرع ديغول الى الشرفة ليتقصى عن مصدر الحريق، وإذ بعصف الإنفجار الأول يدفعه إلى الأعلى خمسة أمتار ومن ثم يوقعه أرضًا.. لحظات معدودة كانت كفيلة بأن يُغطيه الركام ليسمع بعد ذلك صراخ ابنته وبكاء زوجته. نهض من بين الركام، صارخا الى الناطور لمساعدته بعدما سوّي منزله بالارض وتهدم الدرج، أنعش ابنته وانتقل الى إسعاف اسمهان التي تجاوبت في البداية، لكن حالتها ما لبثت ان تراجعت، وتنهدت وهي بين يديه التنهيدة الأخيرة التي لم يحتملها زوجها، فأغمي عليه ولم يستفق الا في صباح اليوم التالي في مستشفى "سان جورج- عجلتون"، لتبدأ رحلة البحث عن اسمهان في مستشفيات بيروت كافةً وصولاالى البقاع. بعد 24 ساعة من البحث، وجدت أسمهان جثة في مستشفى رسول الأعظم، وبحسب التقرير الطبي، فإنّ الوفاة ناتجة من نزيف حاد.