في الخامس من آب عام 1994 وُلد لإبْراهيم جاسم العبيد وزوجته عائشة محمود الحميْش، في ريف الرّقة في سوريا، ابنهما أيمن الذي نشأ وترعرع بين سبعة أشقّاء: أربعة شباب وثلاث فتيات. مُتأهّل من السّيدة ملاك مصطفى الحمّود ورُزق بطفلة بعد وفاته بأربعة أيّام وأُسميت وتين.
تلقّى أيمن تعليمه في قريته ليتخّرج بشهادة قسم ثان -بكالوريا، ومن ثمّ التحق بمعهد شريعة لتعلّم الدّين ويدرّس فيه سنتين قبل سفره إلى لبنان عام 2013، بعد أن تأزّم الوضع في سوريا خاصّة بعد ظهور منظّمات إرهابيّة مسلّحة في بلدتهم. اتّخذ أيمن من طريق المطار- مخيّم برج البراجنة محل سكن له وزوجته، وعمل في فرع مطعم كبابجي في جلّ الدّيب بعدما عُيّن كعامل لتوْصيل الطلبات.
أيمن الإبن والأخ والزّوج المعيل لعائلته، كان ركن البيت بالنّسبة لأهله الذين كان لا يزال يعيلهم على الرُغم من بُعد المسافات بينه وبينهم.
هو الحنون، الكريم، دائم الإبتسامة، الصّبور، المُتديّن الذي يهاب الله قولاً وفعلاً فلم يتأخّر يوماً عن تأدية واجباته الدّينيّة أو أن يحمد اللّه على نعمه. انتظر مولودته الأولى بالشّهور، عدّ الأيّام بالسّاعات والدّقائق فرحاً بقدوم ابنه البكر لكنّه غادر الدّنيا قبل أربعة أيّام من قدومها بعد أن قضى في إنفجار مرفأ بيروت.
وفي التّفاصيل، كأيّ يوم عمل في المطعم، كان دوام عمله يمتدّ من السّاعة 12 ظهراً حتّى منتصف اللّيل." في السّادسة كان أيمن يوصل طلبيّة إلى مار مخايل، النّهر. وقبل أن يدوي الإنفجار بدقيقتين، تحدّث أيمن هاتفيا مع صهره الذي يعمل في المطعم ذاته ولكن بفرع مار مخايل، ليستفسر عن العنوان بغية إيصال الطلبيّة كون صهره أكثر إلماماً منه بعناوين المنطقة. وإذ بالإنفجار يقع، وأيمن يصرخ "يا أمي" وينقطع التّواصل معه. حاول وضّاح الجاسم صهره الاتّصال به إلّا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل. فتوجّه الأخير إلى موقع أيمن حيث وجده على الأرض وينزف بشدة من رأسه. على الفور نقله صهره برفقة عمّه غازي إلى مستشفى الرّسول الأعظم بعد تعذّر استقباله في المستشفيات القريبة. وصل أيمن إلى مستشفى الرّسول الأعظم جثّة هامدة، وبحسب التّقرير الطّبي فإنّ سبب الوفاة ناتج عن نزيف حاد بعد أن تعرّض لضربة على رأسه.