في العاشر من كانون الثاني من العام 1991 في مدينة ازرع في محافظة درعا السورية، كان أيمن على موعد مع الحياة في عائلة مصطفى وغازية الحمصي.
عاش طفولة هادئة بين أحضان أمه وأبيه وأخوته الثلاثة محمد، ناريمان ونغم، فكان ذلك الولد "الدرويش" الهادئ الذي لا يحب المشاكل ابدا. كسائر أطفال جيله لعب ايمن في أروقة المدينة ودرس فيها الى ان وصل الى الصف السادس الأساسي، وترك مقاعد مدرسة ازرع في مدينته بسبب ظروف الحياة القاسية.
عاش ذلك الطفل الصغير قساوة حياة الرجولة وهو لم يزل في الثانية عشرة من عمره، اذ نزل الى ميدان العمل في سن مبكر تاركا كرة القدم التي احبها وعمل مع عمه في دكان لبيع الخضار.
وأنهى ايمن الخدمة العسكرية الإجبارية في سوريا بشكل نظامي، لكن ظروف البلاد في العام 2011 أجبرته على النزوح من سوريا الى لبنان لتأمين قوته اليومي.
عمل في دوامين: الأول، في مطعم للفول والثاني، في محل لتوصيل النرجيلة. وكان بذلك يؤمن معيشته في لبنان ويجمع المال ليعيل عائلته في درعا السورية.
عام 2013 زار ايمن سوريا لمدة اسبوعين "وحاله كحال الشباب" عاد الى لبنان خوفا من الأحداث المتصاعدة في سوريا وطلب المجندين الاحتياط للمشاركة في الحرب.
تزوج ايمن من رزان العلي في ظل ظروف صعبة واتت امه من سوريا للمباركة للعروسين ولرؤية ايمن للمرة الأخيرة حيث لم تسنح له الفرصة لزيارة سوريا مرة أخرى. انتهى به الامر في مطعم الفول صباحا ومطعم للسوشي في الجميزة مساء.وعلى الرغم من مسيرة حياته المحفوفة بالمتاعب والصعاب، تميّز أيمن بشخصية حنونة وعطوفة، فكان من طيبة قلبه "عيونو للناس"، كما يقال في بلده، يفعل ما بوسعه لمساعدة من يحتاج، كان ذلك الإنسان المسالم والهادئ.
The 4th نكبة ٤ آب لم تفرق بين جنسية او اخرى، ولم تثقل كاهل اللبنانيين وحدهم. عندما وقعت الواقعة ، كان أيمن في عمله في الجميزة التي هزها الانفجار ودمّر معظم أبنيتها، ومنها مطعم السوشي الذي تحطّم زجاجه على جسد أيمن. نقل الى مستشفى المقاصد بعدما أسلم الروح على الفور متأثراً بجروح بليغة.
العودة الى وطنه الأم لم يكن مخطط لها ان تكون هكذا، أراد اهله ان يضموه الى صدرهم بعد غياب سبع سنوات، فشاء القدر أن يضمه التراب منهياً مسيرة تسعة وعشرين عاماً من الشقاء والغربة."