غادرت الفليبينية بايبيلين سيروهيجوس بلدها متوجهة للعمل في لبنان كعاملة منزلية في أحد المنازل في العاصمة بيروت بحثاً عن لقمة عيش لولديها وعائلتها
عمل بايبيلين ابنة الثامنة والعشرين أبعدها عن فلذتي كبدها وعن أهلها، فتحملت بصبر علها تعود إليهما وقد تمكنت من تأمين مصاريفهما." "كانت فرداً مميزا جداً في العائلة، وهي المعيل والسند لعائلتها الصغيرة والكبيرة، وكانت رغم سفرها تمثل شريان الحياة بالنسبة لابنتها وابنها اللذين تركهما والدهما وهرب قبل الزواج متنصلاً من مسؤولياته.
كانت ""جميلة جدا"" قلبا وقالبا، بايبيلين الإبنة والأخت والأم كانت شخصا حنونا ومحبا وعطوفا. وكعاملة، كانت الشخص المجتهد والمثابر، ولم تتذمر يوما." لكن شاء القدر أن تستقر خلال رحلة عملها في منزل إحدى العائلات القائم في الأشرفية القريبة من منطقة مرفأ بيروت. كل همها كان العودة إلى مانيلا بعد انقضاء فترة الثلاثة اعوام لضم ابنتها وطفلها الصغير اللذين تركتها في عهدة والديها وأخوتها، ولم يخطر في بالها يوما أن ينهي حدث مأساوي حياتها قبل تمكنها من تحقيق حلمها.
وفاة بايبيلين شكلت فاجعة كبيرة لعائلتها لاسيما ولديها اللذين لا يزالان في حالة صدمة كسائر أفراد عائلتها. فقد كانت بالنسبة لهما الاب والام بعدما تخلى عنهما والدهما، وها هي والدتهما ترحل ولا يجدان أجوبة على أسئلة كثيرة، وأبرزها من الذي سلب منهما امهما. ابنة الحادية عشرة عاماً ما زالت تبكي والدتها يومياً، وابن الاربعة اعوام لا يعلم حتى كتابة هذه السطور ماذا حصل لوالدته بالتحديد، هي التي غادرت بهدف العمل، وعادت بأبشع الطرق.
ففي يوم ٤ آب كانت بايبيلين تمارس الأعمال المنزلية المنوطة بها في منرل مخدوميها، وعندما وقع الإنفجار عند الساعة السادسة والسبع دقائق، قلب وجسد لين لم يتحملا قوة هذا الإنفجار الرهيب الذي هز بلاد بكاملها، بحيث ما لبثت ان تعرضت لجلطة قلبية.
وعلى أثر ذلك نُقلت الى مستشفى رزق في الأشرفية لكنها ما لبثت ان فارقت الحياة بعد أيام بحسب وثيقة الوفاة التي أُرسِلت الى عائلتها في الفيليبين.
جثة بايبيلين عادت الى الفيليبين بعد قرابة الأسبوعين من تاريخ الانفجار. لم تكن هذه العودة منتظرة بهذا الشكل بالنسبة للعائلة والمقربين الذين أصيبوا بجرح كبير لا ولن يلتئم مع مرور الوقت.