بهاء ناطور

كان بهاء ناطور ابن ال 29 عاماً، يعيش كغالبية اللبنانيين الذين يكافحون ويحاولون التأقلم مع الحياة بشكلٍ طبيعي في هذا البلد الصغير المليء بالمشاكل المتشعبة. ذلك اليوم، في الرابع من شهر آب، عند الساعة السادسة وسبع دقائق، كان لا يزال بهاء يزاول عمله في الأشرفية، عندما وقع انفجار مرفأ بيروت، ويسقط بهاء أرضاً مغمى عليه، ليستيقظ فيما بعد ويجد نفسه وسط الدماء التي كانت تسيل من حوله والزجاج متناثر بكثافة على الارض والمكاتب محطمة، والخراب يكسو كل زاوية من المكان.
كانت الصدمة الكبيرة بالنسبة اليه هي معرفة حجم إصاباته وكشف جروحاته الكثيرة التي كانت تنزف بغزارة. لم يكن يعلم بعد، هل كانت من عينه التي أُخيطت بسبع قِطبٍ، أو من الزجاج الذي تشبّث في يديه لأكثر من ثلاثة أشهر ؟
يتذكر بهاء واصفاً المشهد بفيلم رعب ليروي قائلاً: وصلت إلى المستشفى طالباً الاستغاثة، فرأيت المصابين في كل مكان ورائحة الموت تفوح من كل زاوية.
ما اختبره أنيس ذلك اليوم الأسود، لم يتخطّاه حتى اليوم. فهو لا يزال يعيش الحالة نفسها على الرغم من مرور سنتين على جريمة 4 آب، علماً أنه لجأ الى معالجٍ ٍ نفسي للاستعانة به للخروج من الحالة التي كان يعاني منها لفترةٍ طويلة.
بالاضافة الى كل ذلك، يؤكد أنيس، "أنه على الرغم من الأوضاع الاقتصادية السيئة التي كانت ولا تزال تتفاقم، الدولة اللبنانية لم تقم بأي مبادرة او تقدّم يدَ العون بما يخص العلاج."
لكن، على الرغم من المأساة التي أصابته، يحمد بهاء ربه كثيراً على بقائه حياً، ويأمل أن يحصل على فرصةٍ جديدة لخوض معركة الحياة والاستمرار فيها.
في النهاية، يطالب بهاء بإلحاح محاسبة المسؤولين لتحقيق عدالةٍ اجتماعية والتعويض عن الدمار الهائل لوطننا لبنان الذي نتمسك به أحياءً كنا أو أموات سيبقى بلدنا نحن منه و هو منا.

Arabic