ولد شربل في ذوق مكايل، طفولته سرقت منه حين سرق السرطان أمه وكان لا يزال في عمر السبع سنوات. درس في مدرسة مار مخايل في ذوق مكايل حتى المرحلة الثانوية، لينتقل بعدها إلى الجامعة العربية المفتوحة ويتخصص في هندسة الاتصالات.
عمل شرطي سير في بلدية ذوق مكايل، ليتدبر قسط جامعته، وتقدم الى دورة لأمن الدولة ونجح والتحق بها. تنقل شربل في وظيفته الجديدة من مكان إلى آخر لينتهي به الأمر في مرفأ بيروت قبل الكارثة بشهرين. كانت الرياضة في حياة شربل من الأولويات: ممارسة الرياضة في النادي َ والمشي والركض هواية احب شربل ممارستها وواظب عليها كخبزه اليومي.
طموح شربل كطموح أي شاب في عمره: ان ينهي تخصصه في الجامعة، ليتقدم في وظيفته الى الأعلى، مع العلم ان شربل كان برتبة مأمور وكان سيترقى إلى رتبة عريف... بدلا من ذلك، ترقى الى مرتبة أعلى بفدائه الوطن بروحه.
تميز شربل بالنخوة، ولربما نخوته كانت السبب في فقدان حياته. طبعا انه الواجب الذي حَتّمَ عليه ألا يهرب بل ان يواجه الخطر، فشربل البطل الشجاع أنقذ العديد من رفاقه وكسر يده ولم يهرب او يتهرب.
في ٤ آب، لم يكن مفترضا بشربل أن يعمل. انه القدر الذي جعله يبدل مع رفيقه."
عند وقوع الانفجار حاولت عمته الاتصال بشربل، لم يكن يجيب. حين تضاربت الاخبار عن مكان الحادثة منهم من قال انه انفجار في بيت الوسط وآخرون قالوا إنها مفرقعات في مرفأ بيروت. دب القلق في نفس العمة، اصرت على اخيها النزول إلى المرفأ للاطمئنان على ابنه شربل. وصلا إلى المرفأ لكن لم يسمح لهما بالدخول، استطاعت التواصل مع الرائد المسؤول عن شربل الذي ابلغهما عن إصابة طفيفة تعرض لها شربل ليخفف من هول الخبر، الا ان الصبر في هكذا مواقف صعب وطويل لا بل مميت. ذهبت العمة مع العائلة التي قسمت نفسها الي مجموعات تفتش عن شربل في كل المستشفيات حتى الثالثة فجراً ولا خبر عنه.
في اليوم التالي تم الاتصال بالعائلة من قبل شخص ابلغهم ان شربل في مستشفى رفيق الحريري، فذهبوا على أمل أن يجدوا شربل حيا، لكنهم تسلموه جثة هامدة من براد الموتى.
توقف قلب شربل وتعرض لانفجار دماغي، كما كسرت يده. فدى وطنه بأغلى ما يملك روحه زادت هذه الأرض شهامة وكرامة.