4 آب كان يوماً طبيعياً بالنسبة لشربل، الأمور كانت هادئة. يقول: " خرجت من منزلي الكائن في ضهر صربا متوجهاً الى مكان عملي في منطقة مار مخايل، في البداية سمعنا أصوات الطيران تحوم فوق المنطقة، ومن بعدها وقع الانفجار، حينذاك كنت اقف وراء الكونتوار داخل المحل فعصف بي ضغط الانفجار وقذفني باتجاه باب المطبخ الذي ارتطمت به وحطمته من قوة الضربة، وبعد حوالي العشر دقائق استفقت ووجدت نفسي داخل المطبخ لا أعلم كيف، لم يكن همي أصابتي او الدم الذي ينهمر من يدي بل اخي الذي يعمل معي في المحل نفسه، حاولت أن استجمع نفسي لمعرفة ماذا حدث ونسيت يدي التي لم أكن أقوى على تحريكها، وخرجت لاجد ان سيارتي المركونة إلى جانب الطريق محطمة.
في البداية اعتقدت ان الحرب بدأت فهرعت خوفاً من ضربةٍ ثانية، في الطريق كان الناس يركضون بشكلٍ عشوائي ومصابون كثر ينتظرون من يسعفهم على جانبّي الطريق ،فكرت للوهلة أنها مشاهد من حرب العراق، إلا أنها كانت واقعاً أليما وليست فيلماً يعرض في سينما.
يتذكر شربل انه عندما حاول الخروج من المنطقة استغرق الوصول إلى إحدى المستشفيات في جبيل حوالي الثلاث ساعات بينما كانت يده تنزف والاخرى شكلت بالوناً من الدم. خلال الطريق كان شربل يشاهد الزجاج يتطاير في السماء والمباني المهدمة كانت بمثابة الرعبٍ بحد ذاته لكنه أيقن ان الله يومذاك كان بجانبه وحماه.
أصيب شربل بيده فخضع لعمليةٍ جراحية احتاجت إلى وضع خمسة براغي في احد أصابع يديه، صحيح ان عمله في محلٍ للمشروبات يعتمد كثيراً على تحريك يديه وان هذا الامر لم يعد سهلاً إلا انه يحمد الله على كل شيء، كما ان الضغط النفسي أثر كثيراً على صحته ما دفعه لتناول بعض الأدوية على المدى الطويل الى جانب عمليات العلاج الفيزيائي التي خضع لها ليتمكن من العودة جزئيًا لحياته وعمله.