كلوديت حلبي

ولدت كلوديت في الحادي والثلاثين من تموز عام 1945 في بزمار وترعرعت في المدور، ودخلت إلى مدرسة العازرية في الأشرفية حيث انهت المرحلة الثانوية ومارست التعليم في نفس المدرسة، الا انها تركت التدريس بعيد زواجها لترعى اولادها الثلاثة الذين هاجروا إلى الخارج نتيجة الظروف الاقتصادية الضيقه في الوطن.

هي عطوفة جدا وخدومة إلى أبعد الحدود ومتعاطفة مع الجميع، الا ان غصتها الوحيدة انها كانت تعيش بعيدة عم أولادها، ووحدة الام قاتلة، لكن كلوديت كانت تملأ أوقات فراغها بأنبل الطرق.

كلوديت الام والمعلمة صاحبة الفضائل المثالية، كانت محبوبة ومحبة، وتساعد كل من هو بحاجة إلى المساعدة أكانت طعاما او دواءً، حتى كانت تقدم لهم البسة، فكلوديت فاعلة في ثلاثة اخويات في منطقة المدور وفي كنيسة مار مخايل.

في 4 آب، أعدّت كلوديت الطعام بالتعاون مع العاملة الإثيوبية التي تقطن معها، وارسلته للمحتاجين كالعادة. وبينما جلست ترتاح، وبدون أي إنذار مُسبق، انفجر العنبر12 في مرفأ بيروت وتزلزلت كل المدينة بمن فيها. عند الساعة السادسة وسبع دقائق. حاولت شانتال زوجة ابنها التي تسكن في ضبية الاتصال بحماتها الا انها لم تجب. نزلت شانتال إلى بيت كلوديت لتفقدها، لكنها تفاجأت بالمبنى مهدما.

اتصلت بالجهات المعنية لانتشال كلوديت من تحت الركام. تم سحب العاملة الإثيوبية، الا انهم لم يعثروا على كلوديت. لليوم الثاني جاء الدفاع المدني وقام بمسح شامل فعثر على كلوديت جثة هامدة، انتشلت جثتها وبقيت ثلاثة أيام في انتظار أبنائها الذين أتوا من الغربة ليس لضم وشم رائحة والدتهم بل لدفنها في نعش. ودعتها عائلتها ومحبوها وهم على يقين ان كلوديت كانت في أعمالها ومسيرتها الحياتية تجهد بكل محبة لتجسد بالفعل قول السيد المسيح: "كنت جائعا فأطعمتموني".

فالناس الذين من طينة كلوديت ينالون حتماً رحمة الله في السماوات.

Arabic