"وُلدت دوللي في الخامس من آب عام 1936، وترعرعت بين شقيقاتها وأشقّائها العشرة.
تزوّجت من المهندس جوزيف وديع خوري، ورُزقت بثلاثة أولاد: روبير، فادي وندى."
على مدى عقود من الزّمن ظلّت دوللي، التي أصبحت في ما بعد أرملة، تتحدّى صعوبات الحياة ولم تستسلم لشقائها ومصائبها رغم مرارة أيّامها، وواجهتها بكل عزم وقوّة، إلى أن حلّت نكبة انفجار مرفأ بيروت.
في السّادسة وسبع دقائق من مساء الرّابع من آب، كانت أم روبير تعيش بسلام في منزلها في الرّميل المواجه مباشرة لإهراءاتِ القمح. هذا المنزل الدّافئ المفعم بالحبّ والرّجاء، ربّت أبناءها وأحفادها فيه، وتحقّقت أُمنياتها وأحلامها وتعدّدت الذّكريات والحكايات، تحوّل هو نفسه عشيّة ذاك الآب المشؤوم إلى جزء من حفلة الجنون وكأنّه جبهة حرب، وساحة لجريمة حصدت الأبرياء ولم ترحم دوللي التي راحت تئنّ تحت زخم الزّجاج الذي رسا على جسدها النّحيل. لم تكن حال المنطقة أفضل من حالها، المستشفيات الكبرى المحيطة نُكبت بنفس الانفجار. بعد تعذّر استقبالها في أيّ من المستشفيات القريبة، لم يكن هناك من سبيل لإنقاذها سوى اللّجوء إلى مستشفى أبو جودة في جلّ الدّيب حيث تمّت معالجة النّزيف وتضميد الجراح التي أصابت دوللي جرّاء الزّجاج الذي انهار عليها. بعد ذلك اُخرجت من المستشفى، لتُفاجأ عائلتها بعد بضعة أيام من مغادرتها المستشفى بتورّم في يدها اليُسرى. نقلها أبناؤها على الأثر إلى مستشفى سان شارل ليتبيّن أن هناك كسراً وبحاجة لإجراء عمليّة جراحيّة.
صمدت دوللي ثمانية عشر يوماً بعد انفجار غدر بها و بالآلاف، فكانت ليلة 22 آب اللّيلة الأخيرة في حياة دوللي، حيث وافتها المنيّة بعد توقف نبض قلبها. في بيروت ودّعتها العائلة وأحبّاؤه في كنيسة مار يوسف، الحكمة- الأشرفيّة، وذهبت في رحلتها الأخيرة إلى بلدة بكاسين ليرقد جثمانها في مدافن العائلة.