الياس خزامي

انتهى شهر العسل بفاجعة. في اليوم الثلاثين لزواجه رحل الياس خزامي تاركاً وراءه عروساً حلم بها طويلأ اميرة لحياته.

يقول عنه اصدقاؤه انه كان حركة لا تهدأ. فهو كان "دينامو" الحياة في منزل والديه. حضوره كان يحمل اطيب اللحظات واكثرها صدقاُ ومتعة.

في الاشرفية كانت ولادته قبل اثنين وثلاثين عاماً، لكنه قضى معظم سني عمره في عمشيت التي انتقل اهله إليها للسكن، قبل ان يشعل بدمه جمر الفراق." باكراً استفاق الياس خزامي على مصاعب الحياة. كان في الثالثة عشرة من عمره عندما حمل جسده الطري ونزل الى سوق العمل. بعد الظهر كان "الياس" يطلع من عمله لا ليذهب الى منزله، بل ليكمل دورة الانتاج في مكان اخر الا وهو المدرسة.

كان سباحا وغطاسا بارعاً. رمال الشاطئ في جبيل، جفّ قلبها حزنا على غياب الياس خزامي المنقذ البحري المقدام والشجاع، لو انها تنطق لكانت اخبرت عن الياس عندما شاهد في احد المرات فتاة توشك على الغرق، وهي تصرخ وتستغيث. أسرع صوبها، وقبل ان يرمي نفسه في البحر اصيب برصاصة طائشة، لكنها لم تضعف عزيمته على القيام بواجبه. سبح صوب الفتاة وهو مصاب وانقذ حياتها من شبح الرحيل المبكر.

عام 2008 دخل الياس خزامي الى فوج الاطفاء مدفوعا بحب المساعدة للاخرين.

يوم الرابع من آب لم يكن اسم "الياس خزامي" مسجلاً على جدول الخدمة. فإجازة شهر العسل لم تكن قد انتهت بعد. اتصل به الضابط المسؤول عنه، وابلغه بضرورة الحضور للانضمام لاجتماع مع محافظ مدينة بيروت، على ان يعود الى بيته بعد انتهاء الاجتماع.

وكأن نداء الموت اتاه في تلك اللحظة.

قرر ألا يعود الى بيته بعد انتهاء الاجتماع، اتصل بزميل لهth واقترح عليه ان يأخذ مكانه في ذلك النهار،على ان يحل الاخير محله في العمل بتاريخ الرابع عشر من آب، والذي يصادف "عيد السيدة".

فوافق الاخير.

لحظة صدور الأمر بالتوجه الى مكان الحريق، كان الياس خزامي اول المندفعين. حاول رفاقه ثنيه عن الذهاب، قالوا : "انت مازلت عريساً".

لكنه لم يقتنع، ثاتصل "بنانسي"عروسته قبل ان يصعد الى سيارة الاطفاء.

Arabic