ايلي نوفل

ولد ايلي نهاد نوفل في ذوق مكايل، ودرس في مدرسة عينطورة، ليذهب بعدها إلى جامعة القديس يوسف "اليسوعية"، وينال إجازة في الحقوق، ثم انتقل الى جامعة السوربون - فرنسا ومن بعدها تدرب في أميركا واختص في القانون الدولي.

وبما ان والد ايلي محامٍ أيضاً، فقد قرّر ايلي العودة إلى لبنان والعمل مع والده. هو يحبّ لبنان كثيراً، ما عزّز فيه روح المبادرة، فكان بتمرسه في مهنته وبحكمة ملحوظة، يتعامل مع التعقيدات الحياتية ببساطة، وبايجابية دائمة جعلته متفائلاّ ينثر طاقته الإيجابية أينما حلّ، فشخص كإيلي من الطبيعي ان يكون لديه الكثير من الأصدقاء، كما بنى علاقة متينة جداً مع العائلة، فهو الأخ الكبير والسند... طبعه الإجتماعي لم يتناف مع شغفه بمهنته، وفي كل ما يختصّ بالأمور المالية.

تقول شقيقته ايلين: هو رجل بكل ما للكلمة من معنى، فبحكم ان والدي كان رئيسا أسبق لبلدية ذوق مكايل لديه إنجازات كثيرة، وايلي كان الداعم المعنوي لأعمال أبيه ، وهو ذاك الجندي المجهول الذي يعمل بصمت. فينال ثقة وتقدير كل المحيطين به، حتى أضحى مرجعاّ لكل سائل أو طالب خدمة، انخراطه في الشأن العام لم يحوّله الى متعجرف مغرور بمكانته. على العكس، ظلّ إيلي ذلك الناصح بتواضع لكل من قصده. وكان رمزاً للجرأة والشهامة والنبل.

في ٤آب لم يكن يعلم أنه اليوم الأخير له في مكتبه الكائن في ذوق مكايل، وأن فترة الغداء المعتادة مع العائلة ستكون وداعية، وأن النادي الرياضي الذي اعتاد الذهاب إليه في السادسة مساء كل يوم سيكون آخر مكان يبلغه على الأرض.

كما جرت العادة، في الساعة السادسة تماماً، كان ايلي في النادي الرياضي في منطقة الجميزة... ست دقائق مرّت فقط، وحدث زلزال انفجار مرفأ بيروت. حاولت العائلة الإتصال به عند حدوث الانفجار، لم يجب. سارعت متجهة إلى الجميزة، إلى النادي تحديداً ، لكن الخراب هائل، إيلي لم يظهر.

وبعد مضي سبع ساعات، تمكّن أهله من معرفة مكانه: إنه في مستشفى المقاصد.

وقد أصيب برأسه إصابة بالغة أدخلته على الفور بغيبوبة.

من ٤ آب وحتى ٤ تشرين الأول، وايلي يصارع ليبقى على قيد الحياة، إلا انه غادرها إلى مثواه الأخير...

Arabic