ايتانو ديشاسا تولو

وُلدت إيتَانو، المعروفة بإسم تيغيسْت في إثيوبيا إلّا أنّ ظروف الحياة القاسية دفعتها لترك موطنها والقدوم إلى لبنان للعمل من أجل تأمين احتياجات ابنتها كيديسْت التي تبلغ السّابعة عشر من عمرها.

إيتانو عملت في بيت ريمون الشامي لمدّة سنتين إلّا أنّها بعد وفاة مخدومها خُيّرت بين البقاء في لبنان أو العودة إلى إثيوبيا، إلّا أنّ جواب تيغيست كانْ أنّها تريد البقاء لسنة أخرى حتّى تستطيع تعليم ابنتها وشراء كمبيوتر لها، وبالفعل هذا ما حصل بقيت تنتقل مداورة عند بنات الرّاحل ريمون وهنّ كايتي وستيفاني وميشيل.

ديغيسْت كانت مدبّرة منزل من الطّراز الرّفيع تماما كأخلاقِها، هادئة وطاهية ممتازة كما أنّها حنونة كثيراً فهي بكت على سيّدها عندما توفّي كأنّه والدها. حلم تيغيسْت كان في أن تستطيع إكمال تعليم ابنتها والعودة إلى موطنها لتكون بجانبها، إلّا أنّ الموت كان أقوى ومزّق الأحلام وكسر القلوب وشتّت العائلات. تلك ليست إرادة الله، ذاك كان عملاً شيطانياً ليس إلّا...

في الرّابع من آب، كانت تيغيسْت لدى ستيفاني ابنة ريمون العائدة من الكويت مع ابنتها لقضاء بعض الوقت في لبنان في منزلهم في الأشرفيّة، فجاءت بطبيعة الحال للمساعدة. حوالي السّاعة السّادسة و بعد إنهائِهم طعام الغذاء كانوا جالسين في غرفة الجلوس سمعوا صوت الانفجار الأوّل وشاهدوا دخاناً يتصاعد من جانب البحر. طلبت ستيفاني من ابنتها عدم الاقتراب من النّافذة خوفاً من أن يحدث مكروه!!! وبالفعل حدث الانفجار الثّاني، وكان أن تزلزل المكان بأصحابه، كانوا يحاولون الهرب للاختباء في الغرف إلّا أنّهم وجدوا أنفسهم ما بين غائب عن الوعي ومصاب إصابات بليغة وهو ما حصل لتيغيسْت.

بعدما استعادت ستيفاني وعيها وجدت أنّ تيغيسْت مصابة بشكل كبير، حاولت نجدتها إلّا أنّه بحكم الضّرر الذي أصاب الأشرفيّة لم يكن من السّهل أن تصل سيّارة إسعاف أو الصّليب الأحمر.th عائلة الشّامي التي أحبّت تيغيسْت كثيراً أقامت لها قدّاساً لراحة نفسها في لبنان بحضور أصدقائها، وتعهّدت العائلة أنْ تتكفّل بتعليم ابنتها كيديست حتّى إنهاء جامعتها. ديغيسْت التي كانت ستعود إلى بلدها في تشرين الأوّل، عادت جثّة هامدة إلى ابنتها بسبب أشرار اقتنصوا الأبرياء.

في هذا الوقت جاء ابن شقيقة ستيفاني وصعد مع النّاطور إلى الطّابق الثّامن ونقلوها إلى مستشفى رزق.

كان الأمل بنجاة ديغيسْت ضئيلاً جداً، فهي كانت مصابة في رأسها و وجهها وأذنيها و خيشومها في حالة نزيف كبيرة. بقيت أربعة أيّام في العناية المشدّدة لتفارقَ الحياة في ٨ آب.

Arabic