فادي الربيع

في 26/6/1988 أبصر فادي حسين الربيع النور في دير الزور السورية حيث أمضى طفولته في منطقة الحوايج وهو الولد التاسع في اسرة مكونة من اربعة عشر فردا. ذلك الطفل الخلوق، المهذب واللطيف حائز على الشهادة الإعدادية من مدرسة الحوايج .

كل من عرف فادي في القرية والعمل وصفه بالشهم ، المحب والخدوم فكان له الكثير من الأصدقاء داخل الخدمة العسكرية وفي القرية.

بسبب الفقر والحرب السورية انتقل فادي الى لبنان عام ٢٠١٣ واستقر فيها ليتزوج عام ٢٠١٧ وينجب أربعة أطفال الكبير أكبرهم لم يتعد عدد اصابع اليد الواحدة.

في الرابع من آب، وكأي نهار عادي لفادي في لبنان، عليه ان يعمل ليؤمن قوت عائلته. وفيما كان في عمله حارسا لأحد المباني في منطقة قريبة من المرفأ. وفي تمام السادسة وسبع دقائق هز انفجار في العنبر 12 في المرفأ العاصمة وصولا الى انحاء لبنان والجوار وقلب الدنيا رأسا على عقب، وأودى بحياة المئات الذين لم يعلموا ماذا خبأ القدر لهم. كان في عداد من ذهبت أرواحهم في ذاك المساء الأسود بعدما سقط لوح من الزجاج وأصاب فادي بكسر في الجمجمة. في وقت متأخر من الليل علم أهل فادي خبر وفاته من خلال منشور قامت صديقته بوضعه على صفحة التواصل الإجتماعي "فيسبوك" .

صدمة كبيرة عاشها أهل فادي حين تلقوا الخبر. وعاش اهالي دير الزور التي تشهد حالة حرب لحظات أليمة حزناً على فادي الذي نزل خبر وفاته كالصاعقة على اهله ومعارفه.

اتصل أصدقاء فادي بأخيه ياسر ليتسلم الـجثمان من على نقطة المصنع الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا ليعود فادي الى حيث ولد وترعرع. دفن في قريته تاركا الكثير من الأحبة من الأهل والأصدقاء في حالة من النكران، على الرغم من ان المئات منهم جاؤوا معزين اذ لم يكن سهلا عليهم تقبل دعوة فادي ابن الثانية والثلاثين، الهارب من قساوة الحرب بحثا عن حياة كـريمة له ولعائلته في بيروت، جثة هامدة"

Arabic