فريدة غصن

فريدة الإبنة الوحيدة لـفريد وناديا نجيمة، ولدت في عائلة ملؤها الحب وركيزتها الإيمان والأخلاق . "صحيح أنها لم تحظ بفرصة لبلوغ مرحلة متقدمة من التحصيل العلمي إلاّ أن الخبرات الإجتماعيّة كانت كفيلة بإعطائها الدروس الحياتيّة

مُتأهلة من جورج الخوري غصن ولهما ثلاثة أولاد غرازييلا، باتريسيا وباتريك، وسبعة أحفاد."

الست فريدة أو كما لُقِبّت بإسم "فوفو" هي تلك الزوجة المُخلصة لزوجها، الام المثاليّة التي ربّت أولادها تربيّة صالحة، رقيقة هي، كريمة، حنونة، لطيفة المعشر وقلبها مُفعم بالحب. على الرغم من انها لامست الثانية والسبعين، إلاّ أنّها كانت لا تزال في عز نشاطها. وعملت فريدة على تجسيد مقولة: "إن أحب الخلق إلى الخالق هو من أحب الناس"، فكرّست حياتها للمساعدات الإجتماعيّة ومساندة المحتاجين والفقراء: تطوّعت في مستوصف جمعيّة مار أنطونيوس الخيريّة- الرميل المجاور لمنزلها لفترة من الزمن، حيث كانت ترعى كبار السن المُقيمين في الدار، وتطعمهم بشكل يومي.

بينما كانت في منزلها الكائن في الرميل، الأشرفيّة مساء الرابع من آب، وبغفلة عين انفجر العنبر 12 في مرفأ بيروت لتكون منطقة الأشرفيّة من ضمن المناطق الأكثر تضررًا. فنالت فريدة حصة من الإنفجار، إذ تضرر منزلها وسقط بعضًا من أثاث المنزل عليها وعلى زوجها وإبنها. دقائق معدودة من بعد الإنفجار، استيقظت العائلة من هول الصدمة، فرأى باتريك أمه ملقاة على الأرض تنزف بحدّة، لينقلها بمساعدة الدفاع المدني إلى مستشفى بيل-فو المنصورية بعدما اعتذرت المستشفيات القريبة عن استقبالها، لكنها أسلمت الروح في طريقها للمستشفى. وبحسب التقرير الطبي فإنّ الوفاة ناتجة عن نزيف في الدماغ وقصور في القلب.

رحل جسد فريدة وبقيت مقولتها الشهيرة محفورة في أذهان من عرفها: "افعلوا الخير حتى يوفقكم الله".

Arabic