ولد فوزي في بيروت - كورنيش المزرعة، الا انه انتقل مع عائلته إلى رأس النبع ومن ثم إلى طريق الجديدة. عاش يتيم الوالدين: فقد والدته في عمر الاربع سنوات، ووالده في عمر التسع سنوات ليتكفل شقيقه في تربيته.
بدأ العمل في سن الثانية عشر حيث كان يعمل في الليل ويتابع تحصيله العلمي في النهار، فعمل في لوازم البرادي وكل ما يختص بديكورات الستائر، لينتقل بعدها للعمل في اصباغ القماش الا أن هذه المهنة أصبحت موضع مضاربة لم يستطع أن صمد أمامها فالأسعار الزهيدة التي كان يطلبها هؤلاء جاءت على حساب نوعية القماش، فترك فوزي العمل في البرادي وانتقل مؤخرا للعمل في شركة ميدغلف في الحازمية.
هذا الاب الستيني كان "حرطقجي" وذكيا، بحيث لديه القدرة على إصلاح اي شيء. وفوزي الذي اكل الدهر وشرب منه كان متمسكا بعائلته المكونة من أربع بنات وشابين، كان حنوناً، معطاء ومتفانياً في سبيلهم. كان شجاعا ولا يتردد في رمي نفسه في النار من أجل عائلته، ولطالما كان جسوراً في حمايتهم من غدر الزمن وعوز الحياة ولديه اندفاع كبير في تأمين احتياجات عائلته. فهو دائم القلق على مستقبل أولاده، يخاف عليهم من غدر الزمن ومن العوز والحاجة وطموحه ان يؤمن لهم مستقبلا كريما فهو في عمر أصبحت قدرته الجسدية ضعيفة.
فوزي كان محبوبا من كل من هم حوله لانه صاحب كلمة حق ولو على نفسه ما زاد من احترامه لدى الجميع.
في الرابع من آب، أنهى فوزي عمله عند الخامسة عصراً، وكعادته ينزل إلى البلد ليحتسي القهوة في المبنى المحاذي لجريدة النهار ويطعم الحمام. غدر به الموت عند السادسة الدقيقة السابعة. هو أصعب غدر فقد يغفلنا دون أن نودع احبابنا.
الانفجار أدى إلى سقوط زجاج زنته اكثر من ٢٠٠ كيلو على فوزي ، قطعت شرايين رقبته وتعرض لإصابات مختلفة في أنحاء جسده، بقي مرميا على الأرض يئن لأكثر من ساعتين ولم يُسعفه أحد فقضى قبل وصوله إلى مستشفى نجار."