فراس طاهر

بسبب الأحداث الأخيرة في بلده، وبحثُا وراء لقمة عيشٍ كريمة، جاء فراس طاهر ابن بلدة شهبا في منطقة السويداء سوريا الى لبنان. حيث استضافته منطقة الجميزة البيروتية منذ العام 2008.

ولد فراس في التاسع من شهر تشرين الأول من عام 1981 في بلدة شهبا محافظة السويداء حيث ترعرع في كنف عائلة صغيرة مؤلفة من أربعة أفراد. تلقى أولى تعليمه في بلدته قبل أن يتخصص في مجال الإلكترونيات و تبدأ مسيرته المهنية فيها.

من بعد لجوئه الى لبنان، عمل فراس في مجال تخصصه كمساعد مهندس كهرباء في شركة عريقة تُعنى في مجال الاتصالات (تركيب Dish، توصيل انترنت، وتركيب و تصليحات كهربائية) في محلة الأشرفية. كان يوم الرابع من آب يوماً عادياً في حياة فراس العامل النشيط والمكافح. في طريق عودته الى منزله الكائن في منطقة الجميزة عند السادسة مساءً بعد يومٍ طويل في عمله، بدأ يسمع أصوات المفرقعات، التي بدأ صداها يزداد مع الوقت، ما أن أصبح قريباً من بنك Byblos حتى وقع التفجير وعلى أثر ذلك تلقى ضربة على رأسه أفقدته وعيه لدقائق عديدة، صودف وجود صديقٍ له في الجوار نقله الى مستشفى "عين وزين" في منطقة الشوف بعد تعذر مستشفيات بيروت عن استقباله بسبب الدمار الذي حلّ بها. تبيّن أنّ فراس أصيب إصابات بليغة في أنحاء جسمه منها كسر في مفصل يده اليمنى الذي تضرر كثيراً الأمر الذي تسبب باعاقةٍ بلغت نسبتها 70% ولم يعد بإمكانه فتحها أو غلقها بشكلٍ كامل.

بعد مراجعة الطبيب المشرف على وضعه الصحي، أخبره أنه بالإمكان تركيب جهاز ٍ تعويضي يساعده على فتح يده، إلاّ أنّ وضع فراس المادي لا يسمح له بذلك، لا سيما أن ذلك يحتاج الى متابعة دقيقة مع تغيير كل سنتين.

حالياً بات فراس أعسر بإمتياز، و يده اليمنى يكاد يستخدمها بنسبة ٣٠% عاجزاً عن اتمام مهنته بشكلٍ احترافي كما كان في السابق ، الى ذلك، لم يعد باستطاعته حمل معداتٍ ثقيلة أو شد براغٍ، أو حمل سقالة.. لكن، على الرغم من ذلك، يشكر رب عمله على إبقائه لمزاولة عمله بإمكاناته الجسدية الهزيلة.

كل ما يطلبه اليوم هو الرحمة و تحقيق العدالة والمساواة في بلدٍ لجأ اليه كعاملٍ لتأمين قوته اليومي، فأصبح من مصابي تفجير الرابع من آب.

Arabic