جورج المعلوف

أواخر العام 1987 ولد جورج في سن الفيل الا انه في سن السابعة انتقل الى منطقة ابلح في البقاع الأوسط ودخل إلى مدرسة الراهبات حتى المرحلة المتوسطة لينتقل بعدها إلى مدرسة الرتباء حيث درس لمدة ثلاث سنوات.

جورج كان محبا للأدب، عاشقا للكتابة وعلى علاقة متينة بالقلم وله مهارات في الرسم. وغالباً ما يفضل صخب القلم على ضجيج الكلام. الى ذلك، ميزات جورج الكثيرة واللامتناهية، و سرعة البديهة اللافتة والابتسامة التي لا تفارق ثغره، كانت السبب في كونه محبوبا.

وردة قلبي": هكذا تسمّيه أمه ريتا، هو الدينامو لبيت الياس المعلوف، فقد فاض بِحنُوِّهِ على والدته بمساندتها على القيام في الأعمال المنزلية منذ كان في السادسة من عمره، مما جعله يتمتع بحس المسؤولية منذ صغره.

هذا الرجل الصغير بدأ تأسيس نفسه منذ نحو ١٨ سنة. بدأ في عمر الثانية عشر يعمل في العطلة الصيفية في فرن، على عكس أترابه في عمر المراهقة الذين يريدون أن يتمتعوا بالحياة بالطول والعرض..

في العام ٢٠٠٦ ابان حرب تموز التحق جورج في الجيش اللبناني، وتنقل من مكان إلى آخر، مرورا بجبل محسن وباب التبانة حبث كانت تدور جولات القتال، ليستقر منذ نحو اربع سنوات في مرفأ بيروت، إذ أصبح امين سر العميد انطوان سلوم وأمين مشغل ومسؤول عن العمال واجورهم في المرفأ، ويقوم بالكشف على كل المستوعبات دخولا وخروجا بحكمة وضمير قلّ نظيرهما في هذا الزمن.

جورج المقدام، كان شجاعا اكثر من اللازم ،بحيث عند حدوث الحريق الأول لم يتوان عن التقدم لمعرفة مصدر الأصوات او ما يحدث، وحدث ما لم يتوقعه خيال بشر.

عند الخامسة، كان جورج يهمّ بتناول الغداء وكان برفقة زميله نزار عبده، فسمعا أصوات المفرقعات. أسرع جورج لمعرفة ما يحدث بعدما طلب من نزار ان يذهب عنه، فقام بمساعدة الدفاع المدني الذي كان يحاول فتح باب العنبر رقم ١٢ وبرفقته الضحيتان كفا وشيا فحدث الانفجار الأول وقذفهم جميعاً.

عند السادسة والربع علمت عائلة جورج بالانفجار، نزل والده على الأثر إلى المرفأ، فتش عليه في كل المستشفيات والاماكن ولم يجده. حال الضياع والحيرة هذه لازمت عائلته لمدة ستة ايام حيث كانت جثة جورج في براد مستشفى الزهراء، تم الاتصال بأهله وتسلموا الجثة التي كانت موضوعة في النعش الذي كان مَسْمَرّاً منعا لفتحه او لمشاهدته. حسب التقرير الطبي كان رأس جورج مفتوحا وجسده مُفَجَمَاً.

Arabic