جورج دمياني

ولد جورج دمياني في طرابلس - المينا ودخل إلى مدرسة الفرير حيث تعلم حتى الصف الأول ثانوي، ليدخل إلى البنك البريطاني كموظف ثابت، ما اضطره إلى ترك تحصيله العلمي والتركيز على العمل.

كان جورج والدا مثاليا، رائع المعشر ومحبوبا من جميع الناس ومعروفا بحبه لمساعدة الغير، وبكرمه الكبير لدرجة انه يحب دعوة الناس إلى مأدبة الطعام بشكل شبه يومي، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على التواضع واحترام الناس وعدم التقليل من شأنهم.

جورج أو أبو روبرتو، تميز بصداقاته العديدة وكان معروفا بأنه خفيف الظل وميال للمزاح، كما يحب الحياة، وهذه ميزات جعلته يحصد حب كل من هم حوله. في الرابع من آب، كان جورج في مكان من المفترض انه أكثر الأماكن امنا وامانا بحيث كان في مستشفى القديس جاورجيوس، الروم لإجراء عملية جراحية بقي على أثرها احدا وعشرين يوما في المستشفى. صباح ذلك اليوم اتصلت المستشفى بإبنه روبرتو لإبلاغه بأن والده سينقل من العناية الفائقة إلى الغرفة العادية. على الأثر، توجه روبرتو من طرابلس إلى مستشفى الروم واطمأن على جورج، الذي كان لا يزال في غرفة العناية، على أن يتم في صبيحة اليوم التالي إخراجه الى الغرفة العادية. وغادر روبرتو المستشفى متوجها إلى الشمال وكان سيعود لملازمة والده صباح الأربعاء.

في طريق العودة إلى بيته، وعلى غير عادته، لم يسلك روبرتو هذه المرة طريق المرفأ بل اخذ طريق العدلية وكانت الساعة قاربت السادسة، دوى الانفجار ولم يخطر على بال روبرتو ان والده قد يكون اصيب في الانفجار.

في الثامنة مساءً كان روبرتو قد وصل إلى طرابلس وسمع الاخبار، حاول الاتصال بطبيب والده والمستشفى الا انه ما من مجيب. حاول تهدئة نفسه حتى بزوغ الفجر حيث علم في صبيحة اليوم التالي من صديقه ان والده قد فارق الحياة. لكن جورج لم يبق في المستشفى عينها.

ارسل سيارة نقل الموتى التي قامت بالبحث عن والده في المستشفيات ليعلموا انه في مستشفى سبلين. تم استلامه ونقله إلى الشمال حيث وضع في مستشفى للتأكد من الجثة، جورج كان مضرجا بالدماء من أثر تساقط الزجاج عليه، حتى أنه تلقى ضربة قوية على رأسه، ومن خلال الاصابات على الجثة، يمكن ترجيح فرضية أن جورج طار عن سريره لان قوة الانفجار كانت هائلة وجميع المرضى الذين كانوا مع والده لاقوا المصير نفسه."

Arabic