غريتا خوري

ولدت غريتا المعروفة بليلى في العام 1947 في زحلة في عائلة مارونية محافظة، فكانت الابنة الثانية من بين ست اولاد، الا ان الاقدار شاءت ان تحمل غريتا المسؤولية في عمر التاسعة عشر عاما بعد وفاة والدتها. انهت غريتا المرحلة الثانوية في ثانوية الراهبات الانطونيات في زحلة.

تزوجت من رولان الخوري عقل وأنجبت أربعة اولاد. عرفت بعطائها وحبها الكبير لابنها الوحيد اميل وبناتها الثلاث جيسي، سيلين وسينتيا واحفادها وفي مساندتهم في كل الأمور. كانت بمثابة الصخرة التي يمكن للجميع الاستناد عليها، فغريتا التي فقدت أيضا زوجها باكراً، جعلها القدر متفانية في سبيل أولادها غير آبهة بنفسها، محاولة ملء الفراغ بحكمتها وحنانها وصبرها. ربت أولادها على الإيمان والصلاة ومخافة الله ونادرا ما كانت تفوت قداس نهار الأحد.

استثنائية كانت تلك الليلى الممشوقة القامة والبهية الطلعة، فبرغم كل الظروف التي مرت بها، ظلت تتمتع بروح مرحة وحافظت على ابتسامة دائمة تزين ثغرها، وعرفت بذكائها في مواجهة كل الظروف، وبجبروتها: مهما اهتزت صلبة وقوية ومتماسكة. كما انها متميزة باندفاعها الكبير عند الحاجة، وبحبها للحياة، وبكرمها وضيافتها.

في الرابع من آب، كانت جيسي ابنة غريتا في منزلها في ادما عندما علمت بالانفجار، أخذت هاتفها لتطمئن على امها فوجدت مكالمة فائتة من والدتها. وفيما تبين ان الانفجار في الأشرفية، راحت اولا تتصل بأخوتها ظنا منها ان امها بخير كونها كانت قد اتصلت بها، لكن غريتا لم تكن بخير. وجدت مصابة بعدما سقط عليها أحد الجدران وكانت تنزف. تم إنزالها خمس طوابق ووصلوا بها إلى مستشفى الروم التي كانت اشبه بساحة حرب، لم يتمكنوا من اسعافها لفقدان المواد الطبية ومنها الأوكسجين. نقلت إلى مستشفى اوتيل ديو حيث كان نبضها بدأ يتلاشى، وضعت على الأرض ليكشف عليها الطاقم الطبي الا انها كانت قد فارقت الحياة.

Arabic