هادي عساف

ولد هادي في 9 آب 1999 في عائلة حسن وهدى عسّاف كباكورة زواجهما. نشأ وترعرع إلى جانب أخيه عبّاس.

هادي المُندفع، الخلوق، المُهذّب، صاحب النخوة، عُرف بأنه طالب مجتهد، نشيط، ذكي ومُتفوّق دائما.

اتخذت العائلة من عرمون مكانا للسكن، وتلّقى تعليمه الأساسي في مدرسة دوحة عرمون. علاماته المدرسية العالية أرشدته إلى كليّة الطب التي وضعها نصب عينيه: دخل كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، حيث أنهى أول ثلاث سنوات من تخصصه بتفوّق.

وكان من أوائل الطلاب في جامعته، لم يُهمل دراسته يوما، كان كل شغفه واهتمامه يتمحور حولها.rd and the 5thتقول إيمان، زوجة أبيه التي ربته واعتبرته بمثابة ابنها: "كان حلمه ان يترك أثرا ايجابيا في الحياة عبر مساعدة الناس وخدمتهم. درس ليلاً نهارًا، ولم تسن له أن يتمتع بالحياة، وقته كله للدرس".

تعرض هادي لحادث إطلاق نار عن طريق الخطأ، أسفر عنه استقرار رصاصة في رأسه، الأمر الذي حتم مكوثه في مستشفى الجعيتاوي لمدة ثلاثة أشهر بعد أن دخل في غيبوبة كاملة. استعاد هادي وعيه في الثالث من آب مُتعافيا وبصحة جيدة، ليزف الطبيب المُشرف على صحة هادي خبرًا سعيدًا للعائلة مفاده بأن ولدهم بخير ويمكن نقله إلى مُستشفى بحنّس لتلقي العلاج الفيزيائي اللازم. بدأ تحضير ملفه من قِبل المستشفى استعدادا لنقله يوم الخامس من آب إلى مستشفى بحنّس. ما بين التاريخين وقع الحدث المشؤوم: انفجار مرفأ بيروت الذي أتى على المنطقة وباتت مستشفى الجعيتاوي مدمرة بالكامل وتطاير أثاثها واستقر بعض من زجاج نوافذها على هادي. نقل فجر يوم 5 آب إلى مُستشفى الرسول الأعظم بعد أن تدهورت صحته في مستشفى الجعيتاوي إثر فقدان الأوكسجين فيها وإنبعاث غازات كيميائيّة سامة من المرفأ ليلاً. مكث في مستشفى رسول الأعظم قرابة التسعة أيام، ومن ثم توقف قلبه عن الخفقان إثر الصدمة التي تلقاها. أخذه الموت بعد خمسة أيام من إتمام سنواته الحادية والعشرين. وافتقد اهله ومحبوه هادي العفيف النفس الذي رحل قبل أن يتمم حلمه بتطبيب الناس.

Arabic