حمزة اسكندر

عاش بين الهرمل وبيروت ولكن معظم اوقاته قضاها في بيروت التي أغمض عينيه على نكبتها. حمزة كان يتقد ذكاء... شهاداته لا تزال تخبر عن نباهته واساتذته الذين جاؤوا لتقديم واجب العزاء فيه يشهدون حتى اليوم على ذلك.

تطوع حمزة في الجيش بصفة جندي بتاريخ 28 / 2 / 2015 بعدما كان يـتخصص في الحقوق لسنتين. ما أوقفه عن متابعة تحصيله الجامعي، كان وضعه المادي. قلبه الطيب كان محط تقدير وسبباً لكونه محبوبا.

حمزة انسان عشراوي يحب الضحك والفرح ولا يقبل ان يزعل منه احد. "شخص خدوم ومحب"، هكذا يجمع كل من عرفه على وصفه، ويتفقون ايضا على انه يحب مساعدة الاخرين لأنه صاحب نخوة. معارفه كثيرون وحياته مليئة بالأصدقاء. اينما ذهب لديه الكثير من الرفاق والمحبين أكان داخل عمله في الجيش أو خارجه.

على الرغم من حياته المليئة بالصداقات، لم يعش حمزة طفولته كما يجب، من صغره نزل الى العمل وهو لا يزال في عمر العشر سنين حتى يساعد والده في تحمل مشقّات الحياة الصعبة نظراً لوضع العائلة الصعب.

الحمدلله أنه رفع رأسنا كيفما ذهب" يقول اخوه الأصغرعباس. طيلة ايام شهر رمضان كان يتأخر ليصل الى البيت لأنه كان يساعد في توزيع الحصص الغذائية على المحتاجين، فهو منتسب الى أكثر من جمعية تعنى بموضوع المساعدة، حتى ان عائلته لم تكن على علم بذلك .. يعمل بصمت ولا يتباهى بفعل الخير.

آخر يوم مع العائلة كان مختلفاً عن كل الأيام، لم يعلم حمزة بأن تبديله ليوم ماذونيته سيمكّنه من قضاء يوم وداعي مع أحبته: الاحد في الثاني من آب اراد حمزة ان يقضي آخر ايام عطلة عيد الأضحى مع عائلته، فبدل في دوامه، قضى يومه على العاصي مع اولاد عمه، وكان سعيداً جداً. وذهب الى المقبرة لقراءة الفاتحة على ارواح موتاه.

نهار الانفجار 4 في اب 2020 كان في المرفأ يؤدي واجبه المهني تقدم للمساعدة في اخماد الحريق الذي شبّ، ليقع الانفجار المشؤوم ..انتظرت العائلة خمسة ايام لجلاء مصيره. فقد قام الجيش بأخذ دم من والدة الشهيد لفحص الحمض النووي وتم العثور على فتات من جسده: من معدته ووركه ومن كتفه . نهاية مأساوية لحمزة ووالدته التي لم تتحمل فراقه والتي وافتها المنية بعد ثلاثة أشهر.

Arabic